أُسدل الستار أخيرًا على واحدة من أبشع جرائم القتل التي شهدتها ولاية كاليفورنيا الأمريكية بعد نحو عقدين من الغموض . فقد أدين جاك بوتر، البالغ من العمر 72 عامًا، بقتل زوجته لوري ديان بوتر في عام 2003، والحكم عليه بالسجن 15 عامًا قابلة للتمديد مدى الحياة، بعد أن اعترف بجريمته قبيل بدء محاكمته.
ساقان في القمامة… وبداية جريمة غامضة
في أكتوبر 2003، عُثر على ساقين بشريتين مقطوعتين داخل حاوية نفايات بمجمع سكني في منطقة رانشو سان دييغو. حاول المحققون، دون جدوى، تحديد هوية الضحية، وظلّت القضية مجمدة لسنوات، رغم الجهود المتواصلة.
وفي عام 2020، أُعيد فتح الملف باستخدام تقنيات الحمض النووي المتقدمة، وتم التعرف على الضحية عبر ابنها البالغ، ليتضح لاحقًا أنها لوري ديان بوتر، التي لم يُبلَّغ يومًا عن اختفائها.
حياة مزدوجة ومظاهر ترف ببطاقات القتيلة
بعد ارتكابه الجريمة، لم يكتفِ بوتر بإخفاء الجثة، بل بدأ في استغلال هوية زوجته المتوفاة لفتح بطاقات ائتمان بأسمها، منفقًا عشرات الآلاف من الدولارات على امرأة تعرّف عليها في نادٍ للتعري. منحها سيارة “هامر”، قاربًا فخمًا، وشقة، فضلًا عن بطاقة ائتمان بحدّ 30 ألف دولار، بينما بقي مصير زوجته الحقيقي مجهولًا.
تزوير وتلاعب بالقانون
كشفت التحقيقات أن بوتر لجأ لاحقًا إلى تزوير وثائق في محكمة الأسرة، مدعيًا أنه تواصل مع زوجته بشأن بيع منزل العائلة، ليستولي وحده على العائدات المالية. لم يثير غياب لوري أي شبهة، بما أنها لم تُسجّل رسميًا كمفقودة.
الاعتراف… والعدالة المتأخرة
في فبراير 2025، وقبل أسابيع من بدء المحاكمة، اعترف بوتر بقتل لوري خنقًا. وعلى إثر اعترافه، أُدين بتهمة القتل من الدرجة الثانية، وصدر الحكم بحقه في مايو الجاري.
وقالت مدعية مقاطعة سان دييغو، سامر ستيفان، في بيان: “كانت جريمة مدروسة ووحشية، تركت عائلة لوري تتأرجح بين الصدمة والفقدان لما يقارب 20 عامًا”، مضيفة: “القضية تذكرنا بأن العدالة قد تتأخر، لكنها لا تموت، وأن وجع الفقد لا يزول بمرور الزمن”.
خاتمة: جريمة لا تُنسى ودرس في الإصرار
قضية لوري بوتر تطرح أكثر من سؤال حول الثغرات القانونية، وغياب التبليغ، وضعف آليات التحقق من تغيّب الأفراد. لكنها في الوقت نفسه تؤكد أهمية تطور أدوات التحقيق، وإصرار المحققين على ملاحقة الجناة مهما طال الزمن.