تتواصل في مدينة إنديانابوليس التحقيقات في جريمة هزّت الرأي العام الأميركي. بعدما أقرّ رجل يبلغ من العمر 41 عامًا بقتل ابنته البالغة من العمر خمس سنوات خنقًا. في واقعة وثّقتها كاميرات الهاتف وشهدت عليها صديقته.
اعتراف صادم وخلاف سابق
بحسب تقارير إعلامية أميركية استندت إلى وثائق قضائية. أبلغ زاكاري أرنولد الشرطة في 19 مايو الجاري أن ابنته زارا توقفت عن التنفس بعد سقوطها من الدرج. غير أن روايته سرعان ما انهارت خلال الاستجواب، حين اعترف لاحقًا بخنقها حتى الموت، بعد خلاف حاد مع صديقته.
توثيق للجريمة… وصمت مريب
قبل يوم واحد فقط من وفاتها، أرسل أرنولد لصديقته صورة لزارا وهي تخرج رغوة من فمها. ثم اتصل بها عبر “فيس تايم” وهو يخنق الطفلة، قائلاً: “اتصلي بالإسعاف، سأؤذيها”. ورغم رؤيتها المشهد، لم تبلغ السلطات، مبررة صمتها بالخوف من أرنولد، وفق ما جاء في اعترافها للشرطة لاحقًا.
تاريخ جنائي سابق
ما يزيد من فداحة المأساة، هو أن أرنولد سبق أن واجه تهمًا خطيرة، من بينها الاغتصاب في عام 2020 – تهمة تم إسقاطها بموجب صفقة قضائية – بالإضافة إلى مخالفات متكررة لأوامر الحماية التي تقدمت بها والدة زارا. قبل أسبوع فقط من مقتل الطفلة، صدر حكم بحبسه لمدة عام بتهمة انتهاك الخصوصية، لكن المحكمة قررت تعليق العقوبة، ما سمح له بالبقاء خارج السجن.
نتائج التحقيق الأولي
أكدت إدارة الطب الشرعي في مقاطعة ماريون أن الطفلة زارا توفيت نتيجة “إصابات متعددة ناتجة عن عنف جسدي”، وتم تصنيف وفاتها كـ”جريمة قتل”. من جهتها، تحتجز الشرطة أرنولد حاليًا، في انتظار استكمال التحقيقات وصدور التهم الرسمية، التي قد تشمل القتل العمد والإهمال الجسيم لطفل.
أسئلة كثيرة بلا أجوبة
تكشف هذه الحادثة البشعة عن سلسلة من الإخفاقات: من القضاء الذي منح الجاني فرصة ثانية، إلى صديقة لم تُبلغ عن مشهد قد ينقذ حياة طفلة، إلى مجتمع لم يتمكن من حماية زارا من عنف كان يلوح في الأفق.
هل كانت هذه المأساة قابلة للتفادي؟ سؤال مؤلم، لكنه ضروري، في مواجهة تكرار جرائم ترتكب داخل الجدران المغلقة.