في فتاوى رمضانية على “لالة فاطمة” لهذا الأسبوع سيجيبنا الخطيب والواعظ الأستاذ عز الدين الراجعي عن حكم تأخير غسل الجنابة في رمضان.
وفي هذا الصدد يوضح الواعظ الراجعي:
أباح الله تعالى للزوجين الاستمتاع ببعضهما في ليل رمضان، قال تعالى في سورة البقرة (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ ۚ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ۗ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ ۖ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ ۚ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ۖ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ۚ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187)
ومن الأفضل التعجيل بالاغتسال من الجنابة كلما توفرت الظروف لذلك، خاصة للحفاظ على أوقات الصلوات، أما الصيام فلا يفسد إذا أصبح الصائم ولم يغتسل من الجنابة بعد، فإذا جامع الزوج زوجته ليلا ثم أصبحا واغتسلا بعد الفجر فلا حرج عليهما، وصومهما صحيحٌ بإذن الله؛ بدليل الحديث الصحيح الذي أخرجه البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت:( كان النبيُّ ﷺ يُصبح جنبًا من جماعٍ ثم يغتسل ويصوم عليه الصلاة والسلام)
وهكذا قالت أمُّ سلمة: (كان يُصبح جنبًا من جماعٍ ثم يغتسل ويصوم ولا يقضي) عليه الصلاة والسلام.
قال الإمام النوويُّ رحمه الله: “أَجْمَعَ أَهْلُ هذه الأَمْصَار على صِحَّة صوْم الْجُنُب, سواءٌ كَان من احتِلام أَو جماعٍ … وَإِذَا انقطع دم الحائض وَالنُّفَسَاء فِي اللَّيْل ثُمَّ طَلَعَ الْفَجر قَبْل اغْتِسَالهما صحَّ صَوْمُهمَا, وَوَجَبَ عليهِمَا إتمامُه, سَوَاء تركت الغُسْل عَمْدًا أَو سَهْوًا بِعُذْرٍ أَمْ بِغَيْرِهِ, كَالْجُنُبِ. هَذَا مَذهبُنَا وَمَذْهَب الْعُلَمَاء كَافَّة ” اهـ. وعليه؛ فيجوزُ تأخير غسل الجنابة أوِ الحيض إلى طلوع الفجر في رمضان، إلا أنَّنا ننبِّهُ إلى ضرورة تعجيل الغسل حفاظا على الصلاة.