رغم أنها قضت معظم حياتها في العمل بالحقول ونسج الزرابي بقرية تنين الغربية الصغيرة في المغرب، إلا أن فاطنة كبوري لم تمسك يومًا بريشة رسم حتى بلغت 59 عامًا. واليوم، تُعدّ واحدة من الأسماء الملهمة في الفن التشكيلي الشعبي المغربي.

ولدت كبوري سنة 1924، وبدأت رحلتها الفنية دون أي تكوين أكاديمي، لا معاهد، ولا دروس رسم، فقط موهبة فطرية وقصص تحملها ألوانها.

ومنذ أن خطّت أول لوحة لها، لم تتوقف عن الإبداع، حيث جسدت في رسوماتها ملامح من حياتها اليومية، وحكايات من الذاكرة الشعبية، وأحلامًا لم تسنح لها الفرصة لتعيشها في شبابها.

في عام 1986، شاركت في أول معرض فني لها، وما هي إلا ثلاث سنوات حتى أقامت معرضًا فرديًا في العاصمة الرباط سنة 1989. ومن هناك، انطلقت مغامرتها الدولية لتعرض أعمالها في فرنسا وألمانيا والإمارات، وصولاً إلى جمهور عالمي احتفى بفنها الشعبي الأصيل وروحها الحرة.
قصتها أصبحت حديث رواد منصات التواصل، بعدما نشر حساب Atayatelier صورًا لفاطنة وهي ترسم، مؤكدًا أن “الفن لا عمر له، والبدايات لا زمن لها”.

رحلت فاطنة كيوري عن الحياة سنة 2012، لكنها تركت وراءها إرثًا من الألوان والقصص، وإلهامًا لا يُنسى لكل من يعتقد أن الأوان قد فات.
فاطنة كبوري تثبت للعالم أن الشغف قد يولد في أي لحظة، وأن اليد التي تعوّدت على زرع الأرض يمكنها أيضًا أن تزرع الجمال على القماش.