عرف الشهر المنصرم “أكتوبر الوردي” تسليط الضوء على مريضات السرطان بالمغرب، وتنوعت التظاهرات التحسيسية والتوعوية التي تهدف إلى التضامن وإحياء الأمل في هذه الفئة من المجتمع والتي تخوض حربا شرسة مع “السرطان”.
من بين هذه التظاهرات التوعوية، تلك التي شاركت فيها الفنانة والبرلمانية فاطمة خير، من خلال تجربة إنسانية مليئة بالتحدي والإرادة.
في هذا الإطار صرحت الفنانة والبرلمانية فاطمة خير لمجلة “لالة فاطمة” على أن تجربة الصعود لجبل توبقال تضامنا مع نساء مصابات بالسرطان، جاءت رفقة “الصديقة البرلمانية لطيفة الشريف، رئيسة جمعية “أصدقاء الشريط الوردي” بالمغرب”.

وأضافت فاطمة خير أنها قبل عامين، رافقت رئيسة الجمعية في زيارة لمريضات السرطان بالمستشفيات، وكان الهدف “أن نمنحهم جرعة أمل، لكن المفاجأة أن العكس هو ما حدث. فقد كانت تلك الزيارة درسا عميقا في الحياة”.
وتابعت في حديثها مع المجلة قائلة: “اكتشفت من خلال الزيارة أن هؤلاء المرضى هم من منحوني الأمل بعزيمتهم وابتسامتهم وقوة إرادتهم وإيمانهم الكبير بالله. حينها أدركت أن الحياة هدية ثمينة لا ندرك قيمتها الحقيقية إلا عندما نرى معاناة أشخاص مثل نساء السرطان، اللواتي رغم الألم فهن يتمتعن بالأمل.”
وقالت خير إن تنظيم مسيرة التحدي والتضامن مع نساء السرطان من خلال صعود قمة جبل توبقال، جعلتها تتساءل في البداية عن كيف يمكن لهن أن ينجحن في تسلق هذه القمة الشاهقة، “خصوصا وأنني شخصيا لم أكن أمارس أي نوع من الرياضة، وكان من الصعب عليّ القيام بهذه المغامرة. لكن ما إن رأيت تلك النساء يواجهن الصعوبات الصحية والنفسية والطبيعية بكل إصرار، حتى وجدت نفسي قادرة على الصعود بدوري، مستمدة منهن القوة والعزيمة. عندها أيقنت أن العقل هو الذي يقود الجسد، وأن من يريد يستطيع”.
واعتبرت فاطمة خير أن “هذه التجربة من أجمل وأهم ما مر في حياتي، تجربة لن أنساها أبدا، فقد منحتني أعمق دروس الحياة، أهمها الثقة بالنفس وتقبل التحديات بالعزيمة والإصرار. معبرة عن سعادتها بالمشاركة في هذا التحدي.
وفيما يخص الجانب الفني والعمل السياسي الذي تمارسه كبرلمانية، أوضحت فاطمة خير أن العمل السياسي لم يبعدها عن الفن، مؤكدة أن هناك من يعتقد أنه لا يمكن الجمع بين المجالين، لكنها ترى العكس تماما، “فالفن مثل أي مهنة أخرى، كما هو الحال بالنسبة لأطباء وأساتذة يزاولون مهنتهم إلى جانب مسؤولياتهم السياسية داخل البرلمان” تضيف.
وعن غيابها عن الشاشة أكدت خير أنها اعتادت دائما ترك مسافة زمنية بين أعمالها الفنية، كما أنها “حريصة على اختيار أعمال تحمل رسائل هادفة تسلط الضوء على قضايا مجتمعية، يمكن أن تسهم في اتخاذ قرارات سياسية مسؤولة”.
ومن أبرز الأمثلة على ذلك فيلم “قسم “8، الذي لا يزال صداه قويا، لما تناوله من مواضيع مهمة تخص نساء ورجال التعليم ومعاناتهم، إلى جانب التلاميذ. كما هو الحال لفيلم :سعيدة” الذي تطرق إلى موضوع التحرش، ضمن سلسلة من الأعمال التي تحمل رسائل إنسانية واجتماعية مهمة.
واختتمت خير حديثها قائلة: “حاليا لم يعرض علي أي مشروع فني جديد، لكن إن ُوجدت عروض جيدة فسأقبل بها، كما أني لا أحب تكرار نفسي في الأدوار والشخصيات، وأحترم الجمهور المغربي المعروف بذكائه الفني وذوقه الرفيع.”