قدّمت فرقة “تادلة فن” عرضها المسرحي الجديد “أس دي إف.. بدون مقر قار”، يوم 25 يونيو 2025، على خشبة المركب الثقافي بالفقيه بن صالح. العرض الذي يأتي بدعم من المديرية الجهوية للثقافة بجهة بني ملال-خنيفرة وبتنسيق مع المجلس الجماعي، يجمع بين الكتابة الزجلية والإخراج المسرحي في تجربة تمزج بين البوح الفردي والمعالجة الاجتماعية العميقة.
العمل من تأليف يوسف معتصم، إخراج الفنان المسرحي محمد بنان، وتشخيص الفنانة نجوى الفيدي ومحمد بنان، فيما تولى أسامة زوهار الجانب التقني، ومحمد مناجي الإضاءة، والسينوغرافيا لأسامة بوفارنو، والمساعدة الإخراجية لأيوب بن هباش، والمحافظة العامة للمهدي ليدري.
المسرحية جاءت ضمن نوع المونودراما، وناقشت موضوع التهميش والإقصاء الاجتماعي من خلال شخصية “بوجمعة”، الذي يُجبر على البوح، ويعيد سرد حكايته بلسان زجلي بسيط ومعبر. المخرج محمد بنان شدّد في حديثه على أن “كل إبداع لا يحمل قضية، لا يُعد إبداعًا”، مبرزًا أن هذا العمل يناقش واقع فئة مهمشة تشعر بأنها خارج نسيج المجتمع، محرومة من الحقوق الأساسية رغم تقاسمها الأرض والهواء مع غيرها.
من الناحية الفنية، اعتمد بنان على تكامل النص مع الزجل كأداة لربط المشاهد والأحداث، واختار إخراجًا يجعل العناصر الدرامية في حركة دائمة داخل الزمان والمكان المسرحي، لإشراك المتفرج في الحكاية ومنحه حرية التأويل والقراءة الذاتية.
العمل شهد أيضًا لمسة إخراجية لحظية أُضيفت في آخر لحظة، بعد أن سمع المخرج خبر العثور على رضيع في حاوية نفايات، ما جعله يُدخل هذا الحدث داخل العرض ليقول على لسان “النفايات”: كفى من هذا الفعل اللا إنساني.
المسرحية عرضت سابقًا في مهرجانات مسرحية بكل من خريبكة، الدار البيضاء وإنزكان، ونالت 3 جوائز من بينها أفضل تشخيص. وأشاد بنان بأداء الفنانة نجوى الفيدي التي أدّت أربع شخصيات مختلفة في مشاهد متباينة، مؤكّدًا أنها أظهرت احترافية عالية ومرونة في الأداء.
في ختام العرض، كرّمت الفرقة كلًا من السيناريست والإعلامي أحمد بوعروة، تقديرًا لمسيرته الإبداعية، ومولاي إدريس بوعروة، الذي وصفه بنان بأنه “نبض خاص” في كل مشاريع الفرقة.
يُذكر أن محمد بنان هو عضو مؤسس لفرقة بنان للرقص والفنون الشعبية، وخريج المعهد البلدي بالدار البيضاء، ويدرّس مادتي الرقص والمسرح، كما أنه يحضّر لعمل جديد يحمل عنوان “تكيدة” من تأليفه وإخراجه، سيتم تقديمه في الموسم المسرحي المقبل.