عرفت بالسنوات الأخيرة مدرجات كرة القدم تواجد النساء واندماجهن في التشجيع والفرجة الكروية. كما أن التحول المجتمعي وتغير المواقف جعل المرأة جزء من المنظومة الكروية المغربية فأصبحنا نجد الأسر بالمقاهي أيضا للانخراط في هذه الفرجة.
في هذا الصدد قال الدكتور عبد الرحيم عنبي أستاذ علم الاجتماع بجامعة محمد الخامس بالرباط”: إنه علينا أن نتحدث بداية عن أمر مهم، هو أن المرأة في المغرب لا يمكن أن نقول إنها لم تكن تشارك في مظاهر للفرجة، فالمرأة كان لديها هذا الحضور في المواسم والأفراح.
وأضاف:” التحول الآن هو جانب تأنيث المدرجات وملاعب كرة القدم. فإذا عدنا لتاريخ كرة القدم في المغرب كان العنصر النسوي غائبا لكن في السنوات الأخيرة بدأنا نرى حضور المرأة أو كما أسميته بتأنيث المدرجات وأيضا تأنيث لعبة كرة القدم.
وأوضح عنبي من خلال لقاء خاص له مع مجلة “لالة فاطمة” حول موضوع “النساء وكرة القدم” أن “كرة القدم أصبحت تحظى بشعبية كبيرة لدى المغاربة. وأيضا هناك سياسة البلاد للنهوض بقطاع كرة القدم، وحين نقول سياسة فكأننا نقول سياسات عمومية التي تستهدف جميع الأسر وليس فقط على الممارسين للكرة”.
وأبرز عنبي خلال حديثه أن الدور الذي لعبته العديد من الأمهات في صناعة الأبطال، خاصة مع ظهور أمهات اللاعبين في مونديال قطر، أعطى رسالة مفادها أن الأم يمكن أن تصنع بطلا ورسالة ضمنية هدفها أن الكرة لم تعد تقتصر على الذكور فقط وإنما على العنصر النسوي أيضا.
وتابع “هناك مسألة الفرجة فالمرأة بدأت تحضر المباريات من أجل الفرجة.”
وعن التحول الذي أدى لهذه الظاهرة هو أن “المرأة أصبح لها حضورا نسبيا في المجال العام، فمثلا إذا عدنا للثمانينات من القرن الماضي، كان حضور المرأة بالمقهى محتشما. الآن أصبحت المقهى جزء من البيت، حيث أصبح لدينا علاقة بالمقهى في حياتنا اليومية”.
وأكد عنبي على أن المجتمع هيأ أرضية لتتواجد المرأة بالمقهى وليس فقط كمستهلكة وإنما لتشارك في تلك الفرجة . “وأصبحت تعبر عن اختياراتها ليس فقط بالبيت وإنما أيضا من خلال تواجدها بالمقهى وتتبعها للكرة من خلال تشجيع الفريق ومن خلال صوتها حين يتم تسجيل هدف”.