شاركت الفنانة المغربية عائشة ماهماه جمهورها تدوينة بكلماتٍ دافئة صادقة أثارت موجة من التعاطف عبر مواقع التواصل. اعتذرت فيها عن غيابها عن حفل تكريمها لأسباب صحية، لكنها حملت في الوقت نفسه رسالةً مؤثرة عن واقعها ومعاناتها اليومية.
“الشكر الجزيل لكل من أراد تكريمي، واعتذر عن عدم حضوري لديكم بل بينكم لأسباب صحية قاهرة .. وأخبركم أن من يحب تكريمي فليكرمني بشقة مشمسة كبيرة في الطابق الأول أقضي فيها بقية عمري. .” ثم أضافت بروحها المرحة المعتادة: “إيوا قالو اللي طلبها يطلبها كبيرة .. نموت مشمسة في دار زوينة.” رغم الطابع الطريف للعبارة، فإنها كشفت وجعًا إنسانيًا عميقًا، ورسالة صادقة من فنانة لم تطلب يومًا شيئًا لنفسها، لكنها اليوم تتمنى فقط “شمسًا” تدخل بيتها.
منذ بداياتها، لم تكن عائشة ماهماه مجرد وجهٍ مألوف على الشاشة، بل كانت مدرسة في الأداء الصادق والبساطة. فحين تؤدي دور الأم، تشعر أنها أمك حقًا؛ وحين تبكي، تبكي معها تلقائيًا دون تكلّف أو تصنّع . شاركت في عشرات الأعمال التلفزيونية والسينمائية والمسرحية التي رسّخت مكانتها كواحدة من أكثر الممثلات قربًا من الجمهور المغربي منها سلسلة “ناس الحومة ” و سلسلة “المستضعفون ” . طيلة مسيرتها لم تكن تبحث عن البطولة المطلقة، بل عن الصدق في الأداء، فكانت تظهر قليلًا وتترك أثرًا لا يُمحى.
اليوم، وبعد مسيرةٍ طويلة، تعيش ماهماه وضعًا صحيًا ومعيشيًا صعبًا. تحدثت بصراحة عن سوء السكن الذي تعاني منه، وعن اضطرارها للخروج يوميًا بحثًا عن الشمس التي تفتقدها داخل بيتها، بل إنها كشفت سابقًا عن رفض مصحة استقبالها لعدم تقديم “شيك ضمان”.
ورغم كل ذلك، لم تفقد روحها الساخرة ولا امتنانها الدائم، تقول: “مرحبا بما كتب الله لي .. الله الوطن الملك.” كلمات تختصر فلسفة امرأة عاشت الفن بكرامة، وتعيش الحياة بالرضا.