في حادثة هزت تركيا، لقي الطفل أمير بايندير، البالغ من العمر عشرة أعوام، مصرعه برصاصة غادرة أطلقها صاحب متجر غاضب. لم تكن تلك اللحظات البريئة التي قضاها أمير مع أصدقائه كالمعتاد، إذ هذه المرة كانت الأخيرة في حياته.
جريمة قتل بشعة تكشف عن وجه مروّع من العنصرية التي يمكن أن تتحول إلى جريمة.
تفاصيل الحادث: الطفل أمير ضحية عنصرية مرعبة
بدأت الحكاية في حي شاهين بي بمدينة غازي عنتاب التركية، حيث كان الأطفال يلعبون أمام متجر صغير. وفي لحظة غير متوقعة، خرج محسن تاشكين، صاحب المتجر، إلى الشارع حاملًا بندقية صيد. صوب البندقية نحو الأطفال على مسافة 20 مترًا، وأطلق رصاصة أصابت الطفل أمير مباشرة. في غضون لحظات، فارق أمير الحياة رغم محاولات الأطباء لإنقاذه.
العائلة تصرخ: “قتل بدم بارد”
لم تتمالك والدة أمير، تولاي بايندير، نفسها وقالت بكلمات مليئة بالمرارة: “المتهم قتل ابني بدم بارد، جميع أقواله كاذبة”. أما والده، جلال بايندير، فقد أكد بحزن عميق: “ابني كان يلعب أمام منزلنا، ولم نتلقَ أي شكاوى. نريد العدالة”.
الجاني يقدم مبررات واهية:
محسن تاشكين، الجاني، حاول تبرير فعلته قائلاً إنه لم يتحمل “إزعاج الأطفال” وأراد فقط “تخويفهم”. لكن الصدمة الأكبر جاءت عندما قال ببرود في المحكمة: “ظننتهم سوريين”. عبارة صدمت الحاضرين وأثارت موجة غضب واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتبرها الكثيرون تبريرًا للقتل ومؤشرًا على تنامي العنصرية في المجتمع. الجاني، الذي ادعى أنه معاق، حاول أيضًا الادعاء أن الأطفال كانوا يسخرون منه، لكنه فشل في تقديم أي دليل على ذلك. أما الشهود، فأكدوا أنه كان يهدد الأطفال ببندقيته قبل الحادثة.
ردود فعل غاضبة:
تصريحات الجاني، وخاصة عبارته “ظننتهم سوريين”، كانت الشرارة التي أشعلت غضب الناس في تركيا. الآلاف عبروا عن استيائهم من هذه الجريمة التي تعكس العنصرية المتزايدة، مطالبين بتحقيق العدالة ومعاقبة الجاني بأشد العقوبات.
العدالة تأخذ وقتها: محاكمة الجاني مستمرة
السلطات التركية قررت استمرار حبس محسن تاشكين وتأجيل القضية حتى يناير 2025 لاستكمال التحقيقات وسماع شهادات أصدقاء أمير الذين كانوا شهودًا على الحادثة. بينما تظل عائلة الطفل في انتظار العدالة، يظل الغموض يلف ملامح الحكم النهائي.
في الختام ،هذه الجريمة ليست مجرد حادثة عابرة، بل هي جرس إنذار بضرورة مكافحة العنصرية في المجتمع. أمير لن يعود، ولكن صرخته الصامتة يجب أن تكون نداء للعالم بأسره بأن حياة أي طفل، بغض النظر عن جنسيته أو خلفيته، لا تقدر بثمن. دعونا نعمل جميعًا معًا من أجل عالم خالٍ من العنصرية.