ندى التي تنحدر من مدينة الحديدة، كانت أول طفلة يمنية تصرخ بقوة في وجه زواج الفتيات القاصرات، استطاعت إثارة تعاطف كبير على الصعيد العالمي، لذلك تم ترشيحها مؤخرا لنيل جائزة نوبل للطفل العالمي.
بدأت معاناة ندى عندما قررت أسرتها في عام 2013 تزويجها من الرجل الذي رفضت أختها الارتباط به بعد أن أقدمت على حرق نفسها، فقررت في عمرٍ لا يتجاوز 10أعوام أن تهرب من المنزل متوجهة إلى عمها عبد السلام الذي كانت ترى بأنه منقذها الوحيد، مسترجعة صورة مأساة خالتها التي انتحرت في الثالثة عشر من عمرها، بعد تعرضها للتعذيب بعد زواجها.
ولسوء حظها لم تعثر ندى على عمها الذي كان متواجدا خارج اليمن، فلجأت إلى صديقتها، وصورت فيديو مدته دقيقتان كرسالة إلى عمها لإطلاعه على الضغوط التي تفرضها أسرتها عليها، بسبب رفضها لهذا الزواج، ثم نشرت الفيديو على يوتيوب ليشاهده ثمانية ملايين مشاهد، ويترجم إلى 40 لغة عالمية خلال ثلاثة أيام فقط.
ثم علمت ندى أن أسرتها أودعت بلاغا لدى الشرطة بأنها تعرضت للخطف، لذا لجأت إلى وزارة الداخلية في صنعاء لطلب الحماية، وبعد مشاهدة العم عبد السلام الفيديو عن طريق أصدقائه الذين ساهموا في نشره على صفحته الخاصة عبر فيس بوك، ترك عمله وعاد على جناح السرعة إلى صنعاء، ووجد ندى في مقر وزارة الداخلية، ففسخ عقد زواجها ووقعت أسرتها على وثيقة التزام بعدم تزويج ندى قبل 18 عاما، وتكفل عمها برعايتها، وتمكنت هذه الطفلة التي تبلغ من العمر 15عاما في تغيير ظاهرة تزويج القاصرات، متفوقة على العديد من المنظمات الحقوقية.
لذا تشجعت في إنشاء مؤسسة “ندى” لحماية حقوق الطفل بتمويل من عمها عبد السلام، الذي شارك بنسبة 80% من راتبه، بالإضافة إلى الأرباح التي حققها كتابها “ندى الصباح”، الذي يروي قصتها المؤلمة، حيث صدر باللغة الفرنسية عام 2015، وترجم للغتين الهولندية والألمانية، ويرتقب أن يترجم إلى 7 لغات أخرى، والجميل في قصة ندى أن المياه عادت إلى مجاريها في علاقتها مع والديها وأشقائها وشقيقاتها العشرة، بل أصبحت مصدر فخر و إلهام لهم.