رغم أنه كان رمزاً للعطاء الفني والإنساني، إلا أن مسيرة الفنان الكبير محمود الإدريسي لم تخلُ من صراعات أليمة تركت جراحاً في قلبه. ابنته شهرزاد كشفت جانباً من تلك المعارك التي عاشها بعيداً عن الأضواء.
صراعات أرهقته وهو لا يحارب أحداً
تقول شهرزاد: “هو اللي كان كيضر في خاطره بزاف رحمه الله هو الحروب اللي كانت عليه… مع أنه ما كان كيحارب حد، حتى وهو أمين عام النقابة الحرة للموسيقيين كان يشجع الفنانة والشباب وما عمره ما كيحقد على شي واحد.”
لكن هذه الحروب، كما تضيف، هي التي أوجعته أكثر من أي شيء آخر.
وطني حتى النخاع
رغم العروض الكثيرة التي قُدمت له للحصول على جنسيات أجنبية، ظل محمود الإدريسي وفياً لبلده: “كان كيقول ما يمكنش نخرج ونخلي الملك ديالي… كان وطني النخاع.” ارتباطه بالمغرب وبالملك الراحل الحسن الثاني، الذي كان صديقاً مقرباً له، جعله يرفض كل إغراءات الخارج.
“فار تجارب” في عيون البعض
شهرزاد تروي بحسرة ما عاناه والدها داخل الوسط الفني: “بابا رحمه الله كان كيقول لي دايريني بعض الفنانة بحال فار تجارب. القطعة اللي يقدرو يأدوها كيدورو من ورايا ياخذوها، واللي كتجيهم صعيبة ما كيقدروش يديوها.”
ومن بين الأمثلة التي ذكرتها، أغنية “قطعة رحيلة” التي سجلها بصوته أولاً قبل أن تنتشر بصوت آخرين.
بين حب الأب وخوفه على ابنته
رغم معاناته، حاول الإدريسي حماية ابنته من دخول نفس الدوامة: “ملي بديت كنفهم أنني باغة نخرج للفن، هو كان كيحاربني… كان كيقول لي هذاك الميدان ما غتخرجيش ليه.”
وتحكي شهرزاد عن مشاحنات كثيرة بينها وبين والدها بسبب إصرارها على ولوج عالم الغناء، وهو يرد عليها بحزم: “ما توقعيش شي نهار أنني غنقبضك من يديك وغادي ندخلك للإذاعة.”
شهادة شهرزاد تكشف صورة أخرى عن فنان أحب وطنه بإخلاص، وأحب الفن بشغف، لكنه وجد نفسه وسط معارك خفية أثقلت قلبه. وفي المقابل، تكشف شهادتها أيضاً عن أب حاول بكل قوة أن يبعد ابنته عن نفس “الحروب” التي جرحته، رغم عشقها هي الأخرى للفن.