اهتزت ساكنة حي حفرة بنسليمان بمنطقة ظهر الخميس، التابعة لمقاطعة المرينيين بفاس، لقيت سيدة أربعينية مصرعها مساء الخميس 19 يونيو، إثر تدخلها لثني قريبها عن تعنيف ابنة شقيقته، غير أن محاولتها تحولت إلى مأساة.
لحظة غضب تنتهي بفاجعة
الحادث، بحسب ما أكدته مصادر محلية، وقع داخل منزل عائلي، حين تدخلت الضحية لوقف اعتداء جسدي عنيف كان الجاني يمارسه على ابنة شقيقته. لكن الأخير لم يتقبل تدخلها، وسدد لها ركلة عنيفة على مستوى البطن، تسببت في إصابتها بجروح بالغة أدخلتها في غيبوبة.
نقل على وجه السرعة ووفاة في المستشفى
تم نقل السيدة في حالة حرجة إلى المركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني، حيث وُضعت تحت العناية المركزة، لكنها فارقت الحياة متأثرة بالإصابة. الحادث خلف صدمة وسط العائلة والجيران، خاصة وأن الضحية عُرفت بحسن سيرتها وحرصها على مساعدة الآخرين.
توقيف المشتبه فيه وفتح تحقيق
عناصر الأمن حلت بسرعة بعين المكان، وفتحت تحقيقًا أوليًا، في وقت نجحت فيه فرقة مكافحة العصابات التابعة لولاية أمن فاس في توقيف المعني بالأمر بعد وقت وجيز من الواقعة. وتم وضعه تحت الحراسة النظرية بتعليمات من النيابة العامة، في انتظار تعميق البحث وكشف تفاصيل الحادث.
مأساة إنسانية تفضح هشاشة الحماية داخل الأسر
هذه الجريمة، التي راحت ضحيتها امرأة تدخلت من باب النخوة والمسؤولية، تطرح مجددًا إشكالية العنف داخل الأسر المغربية، لا سيما عندما يكون موجهاً نحو الفتيات والقاصرين. كما تفتح النقاش حول ضرورة التبليغ والتدخل المؤطر قانونيًا لحماية الضحايا المحتملين من جهة، وضمان سلامة المتدخلين من جهة ثانية.
واقعة موجعة تكشف إلى أي حد يمكن أن يكون الصمت أقل كلفة من الشجاعة، لكنها في الآن ذاته، شهادة مؤلمة على نساء لا يترددن في الوقوف إلى جانب المستضعفين، حتى ولو كان الثمن هو حياتهن.