قضية اليوم من مصر، حيث اهتز المجتمع المصري في مايو المنصرم على وقع سلسلة جرائم وحشية شملت التعذيب والقتل. بعد تحقيقات مطولة، تم التعرف على الجاني، والآن، مع اقتراب الحكم النهائي، عادت قضية ” سفاح التجمع ” لتتصدر المشهد الإعلامي. فما القصة؟
البداية :
بدأت الحكاية في 16 مايو 2024 عندما عثر على جثة امرأة مجهولة بطريق 30 يونيو بمحافظة بورسعيد. بعد رفع البصمات، حددت السلطات هوية الضحية وقادت التحريات إلى شخص يدعى كريم محمد سليم. ومع الكشف عن تفاصيل القضية، تبيّن أن كريم ارتكب سلسلة جرائم قتل بشعة شملت التعذيب والتخلص من الجثث بأماكن مهجورة.
من هو كريم سليم؟
كريم محمد سليم، خريج الجامعة الأمريكية بالقاهرة، كان يعمل مدرّسًا قبل أن يتحول إلى التجارة. كما و قد كان نشطًا على “تيك توك” بحساب تعليمي يتابعه مئات الآلاف. رغم حياته المهنية الظاهرة، كان يعيش كريم حياة مزدوجة كقاتل متسلسل، ما شكّل صدمة لكل من عرفه.
التحقيقات
كشفت التحقيقات أن كريم كان يستدرج ضحاياه بمساعدة امرأة تدعى “أم شهد” إلى شقته في القاهرة الجديدة،بدعوى السهر و الاستمتاع . ثم كان يتعاطى المخدرات برفقتهن قبل تعذيبهن وقتلهن.بعدها كان ينقل الجثث في حقائب إلى أماكن نائية للتخلص منها.
تم العثور على مقاطع فيديو وثّقت جرائمه، وبصمات ثبتت تورطه، بالإضافة إلى شهادات شهود عززت الاتهامات الموجهة إليه.
الضحايا
- الجريمة الأولى: قتل السفاح فتاة تدعى “نورا” في نوفمبر 2023، وألقى جثتها في مكان مهجور بالتجمع الأول.
- الجريمة الثانية: قتل “رحمة” في أبريل 2024 وألقى جثتها بطريق 30 يونيو.
- الجريمة الثالثة: قتل ضحية ثالثة في مايو 2024 بالطريقة ذاتها.
تحليل نفسي ودوافع الجريمة
اعترف كريم خلال المحاكمة أنه كان يعاني من أزمة نفسية حادة نتيجة اتهامات زوجته السابقة بالعجز الجنسي، ما دفعه للانتقام لتعزيز شعوره بالسيطرة. هذا، إلى جانب إدمانه للمخدرات، كان المحرك الأساسي لجرائمه.
قصة لبنى يعقوب: زوجة سابقة وناجية من العنف
تزوجت لبنى يعقوب، 33 عامًا، من كريم عام 2014، و أنجبت ابنهما الوحيد زين. لكن الحياة السعيدة التي كانا يعشانها تحولت لحياة مليئة بالعنف الجسدي والتهديدات المستمرة. في عام 2020، قررت الهروب منه، لكنها واجهت فصولًا أخرى من المعاناة.
اختطاف زين وفرار الأم
في عام 2021، اختطف كريم ابنهما زين خلال زيارة قصيرة ولم يعده إليها أبدًا. لاحقًا، اضطرت لبنى للهروب من مصر عام 2022 بعد تلقي تهديدات متكررة منه ، واستقرت في المملكة المتحدة بحثًا عن الأمان.
في مايو 2024، تلقت لبنى اتصالًا من السلطات المصرية يبلغها باعتقال كريم بتهمة قتل ثلاث نساء. كان هذا الخبر صادمًا لها، لكنها وجدت فيه أملًا لاستعادة ابنها زين .
المحاكمة والعقوبات المنتظرة
تمت إحالة أوراق كريم سليم إلى مفتي الجمهورية للمرة الثانية، بانتظار الحكم النهائي من محكمة جنايات القاهرة في 25 ديسمبر الجاري. وفقًا للقانون المصري، إذا أيّد حكم الإعدام، سيتم تنفيذه بعد التصديق عليه.أما عن شريكته ” أم شهد ” فهي تواجه عدة تهم منها التجارة بالبشر مما قد يقود لسجنها لحوالي عشر سنوات .
تأثير الجريمة على المجتمع :
هذه القضية تسلط الضوء على انتشار العنف ضد النساء وغياب التدخل الفعّال لمعالجة الاضطرابات النفسية وإدمان المخدرات. إنها دعوة لتعزيز الحماية الاجتماعية والقانونية للنساء، كوسيلة للحد من مثل هذه الجرائم البشعة.
مع اقتراب موعد النطق بالحكم، يترقب المجتمع المصري العدالة للضحايا، بينما تظل قصة لبنى يعقوب عبرة للأمهات الناجيات من العنف، وكفاحها من أجل استعادة ابنها دليلًا على قوة الأمل.