تظل ليلة الحناء لحظة استثنائية، تختزن الفرح والرمزية بين تفاصيل الأعراس المغربية وطقوسها الأصيلة . النقاشة سعاد العلوي، التي اختارت أن تحوّل شغفها بالحناء إلى مهنة، تقرأ هذه الطقوس بعيون عاشقة للتقاليد، وتجددها بما يلائم ذوق العرائس اليوم.
تقول سعاد وهي تسترجع بداياتها: “الرحلة ديالي مع الحناء بدات من منتغر ديالي، كانت هواية كنفرح بها راسي أو شي ضيف يجي عندنا. ومن بعد ولات مهنة.”
سرّ “زلافة العروسة”
بينما تحتفظ الحناء المغربية بطقوسها المتوارثة، تكشف سعاد عن سرّ مميز: “الحناء ديال العروسة كتكون موقرة من الأول حتى الآخر.. ومن الطقوس أن الزلافة ديالها كتكون بوحدها. ماشي على شي هدف معين، ولكن باش تبقى حنتها خاصة بيها هي كعروسة.”
التجديد بحناء بيضاء
لم تتوقف سعاد عند حدود التقليد، بل أدخلت لمستها الخاصة، إذ كانت من بين أول من استعمل الحناء البيضاء في المغرب. تقول: “الفكرة خديتها من الثقافة الهندية، وقلت علاش لا تكون داخلة في الطقس المغربي؟ للبنات اللي ما كيخليهمش الأزواج يحنيو، ندير ليهم غير الفال.. وفعلاً لقات إقبال كبير.”
سرّ الخلطة الطبيعية
بعيداً عن المواد الكيميائية، تحرص سعاد على تحضير خليطها الخاص: “كنغلي القرنفل مع الخزامى، وبعض المرات كنزيد معلقه صغيرة ديال أتاي حبوب، ونخلي الخليط مرقد ثلاث ساعات قبل الخدمة.. وهنا كيكمن السر باش تعطي الحناء لون زوين.”
أصعب اللحظات
رغم الزينة والفرح، تبقى بعض المواقف مؤثرة في مسارها المهني، فتتحدث بصدق: “أصعب موقف كيجيني ملي كتكون العروسة ما عندهاش ماماها.. ديك اللحظة كتبغي البنت أمها تكون معها، وأنا كنحسها بحال بنتي.”
هكذا تجمع سعاد العلوي بين الوفاء للتقاليد والانفتاح على التجديد، محافظة على روح الحناء المغربية، وفي الوقت ذاته مستجيبة لرغبات العرائس الجدد، لتظل ليلة الحناء، كما تصفها، “فرحة البداية”.