يواجه روبرت مودسلي، السفاح البريطاني الشهير بـ”هانيبال آكل لحوم البشر”، عزلة قاتلة امتدت لأكثر من 46 عامًا في زنزانة زجاجية باردة، حيث لا يرى الشمس إلا للحظات معدودة. لكن هذه المرة، لم تكن وحدته القاتلة هي ما دفعه للتمرد، بل قرار سحب ممتلكاته الشخصية، بما في ذلك جهاز البلايستيشن والتلفاز، مما أشعل شرارة غضبه ودفعه للإضراب عن الطعام.
السجين الأخطر في بريطانيا… ينتفض؟
مودسلي، البالغ من العمر 71 عامًا، يقبع في سجن وايكفيلد تحت حراسة مشددة، محتجزًا في زنزانة خاصة أشبه بـ”قبر زجاجي”. منذ عام 1983، وهو معزول عن العالم بعد سلسلة جرائم ارتكبها داخل السجن، حيث قتل ثلاثة سجناء بزعم أنهم متحرشون بالأطفال. ومع ذلك، فإن الرجل الذي قتل بدم بارد لم يكن يتوقع أن تُنتزع منه “وسائل تسليته”، مما دفعه إلى قرار صارم بالإضراب عن الطعام.
كشف شقيقه بول مودسلي (74 عامًا) عن تفاصيل الأزمة، قائلًا:
“بوب رفض الطعام منذ يوم الجمعة الماضي، ونحن قلقون للغاية عليه. عندما تحدث إليّ، كان غاضبًا ومضطربًا. قال لي: ‘سأضرب عن الطعام، فلا تتفاجأ إن كان هذا آخر اتصال بيننا.'”
تقرؤون أيضا : ضابط شرطة أمريكي يقتل قاضياً في مكتبه ويدّعي الجنون دفاعًا “صور”
بحثًا عن سلاح… لكن الضحية كانت ممتلكاته!
بدأت الأزمة في 26 فبراير، بعد أن نفذت سلطات السجن عملية تفتيش واسعة النطاق عقب ورود تقارير عن تهريب سلاح إلى داخل السجن. وخلال هذه العملية، جرّد مودسلي من جميع ممتلكاته، بما في ذلك كتبه ونظامه الموسيقي وبالطبع جهاز البلايستيشن، الذي كان وسيلته المفضلة لتمضية الوقت بلعب الشطرنج والألعاب القتالية.
يقول بول، شقيق السفاح:
“لقد تُرك بلا شيء. وكأنه عاد إلى حالته قبل عشر سنوات عندما كان بلا أي تحفيز، يجلس بلا حراك، على حافة الجنون. لم يترك له سوى الجدران الزجاجية التي تحيط به كأنها نعش شفاف.”
وحش أم ضحية نظام قاسٍ؟
رغم سمعته الدموية، إلا أن قصته تثير تساؤلات حول مفهوم “العقوبة الإنسانية”. مودسلي لم يظهر أي ندم على جرائمه، بل يعتبرها “عدالة انتقامية” ضد مغتصبي الأطفال. ومع ذلك، يرى البعض أن إبقاء رجل عجوز في عزلة تامة، دون حتى السماح له بامتلاك وسائل ترفيه، قد يكون انتهاكًا لحقوقه الأساسية.
يعلق أحد حراس السجن السابقين، نيل سامورث، قائلًا:
“نعم، ارتكب جرائم مروعة، لكنه الآن مجرد رجل عجوز لا يشكل خطرًا حقيقيًا. إبقاؤه في عزلة تامة هو شكل من أشكال التعذيب.”
ما مصير “هانيبال”؟
السلطات لم تعلّق بعد على قرار سحب ممتلكات مودسلي أو موقفها من إضرابه عن الطعام. ومع بلوغه الـ71 عامًا، يبقى السؤال: إلى متى يستطيع هذا السفاح الصمود دون طعام؟ وهل ستعيد إدارة السجن ممتلكاته لتجنب سيناريو قد يتحول إلى أزمة كبرى؟
في زنزانته الزجاجية، حيث لا يسمع سوى صدى أنفاسه، يجلس مودسلي متجهمًا، عازمًا على معركته الأخيرة… لكن هذه المرة، ليس ضد السجناء، بل ضد الجوع.