قد يكون الحديث ليس سهلا مع شخصية نسائية،تحاول فك شفرة لغز من ألغاز الدماغ ؛ مغربية تتسم بالكثير من الدقة، وتمتلك إرادة قوية ، وروح المبادرة والتحفيز، وهي أيضا ناشطة جمعوية ،إنها ربيعة بوعلي بن عزوز ، مهندسة أبحاث علوم الأعصاب بجامعة بوردوبفرنسا ،التقتها “لالة فاطمة” على هامش تكريمها وزوجها الدكتور عبد الحميد بن عزوز، من طرف وزارة المغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة بالرباط فكان الحوار التالي..
بداية حدثينا عن ربيعة الإنسانة أين كان المنشأ ؟ وكيف كان مسار الدراسة؟
ولدت في مدينة القصر الكبير،والتحقت بالمدرسة الحكومية،كباقي بنات جيلي،وبعد حصولي على شهادة الباكالوريا،اضطررت لمغادرة المدينة الهادئة إلى صخب مدينة أكبر هي تطوان حيث سأتابع دراستي بجامعة عبد الملك السعدي،وسأحصل على الإجازة في علم البيولوجيا والجيولوجيا ،ثم بدأت التفكير في دراسات أعمق، والسفر إلى خارج الحدود حتى أستطيع تحقيق كل أمنياتي التي ضمنها البحث العلمي في مجال الأعصاب.كنت قد تعرفت إلى زوجي حاليا، الدكتور عبد الحميد بن عزوز أثناء مرحلة الكلية في تطوان،حملنا هما واحدا وهدفا كان بعيد المنال حينها ،لكننا حققناه بعد جهد كبير وسنوات طوال.تزوجنا بعد حصولنا على دبلوم الإجازة حتى نتمكن من السفر سوية إلى فرنسا،وهناك كان مسار أخر وحياة أخرى .
لماذا علم الأعصاب رغم أنه علم معقد وليس باليسير ؟
كنت دائما أقف موقف المشدوه أمام التفكير البشري، ومصطلح الذكاء وعلاقته بالدماغ،أمور ربما دفعتني إلى دراسة هذا العلم، إذا لم أقل هذا اللغز” لغز الدماغ”،وبما أنني سافرت وزوجي بن عزوز إلى فرنسا ،درسنا نفس العلم لكن تخصصي هو الاشتغال على الميكانزمات الخلوية ذات الصلة بالإحساس بالألم ،بهدف تطوير علاجات آلام الأعصاب. كما أني أشرف على مهمة نائبة مسؤول هيئة التجارب في المعهد المتعدد التخصصات في علوم الأعصاب .وأيضا أشرف على تأطير الطلبة الباحثين في إطار شبكة المعهد الوطني للصحة والبحث الطبي، الذي أنشأته بمعية مجموعة من الباحثين سنة 2009. بهدف توجيه الطلبة نحو التخصصات العلمية، واقتراح دورات تكوينية.
أنت عاشقة للشعر وللأغنية الملتزمة،فهل أعتبره مجالا لاستراحة محارب بالنسبة لك؟
-تضحك- الأغنية الملتزمة تحلق بي بعيدا، نحو أجواء الكلية وأيام الدراسة الجادة والأحلام الممتدة إلى الأفق، والشعر والثقافة بشكل عام تدخل ضمن اهتماماتنا في جمعية أمان 33 وننظم كل سنة ببوردو ربيع الشعر باللغتين العربية والفرنسية ،وربيع الموسيقى والمسرح ونهتم بمجال الطبخ المغربي والتعريف به في مجموعة من المهرجانات المحلية وتهدف الجمعية من خلال هذه الأنشطة والتظاهرات إلى جمع الأموال قصد تجهيز داخلية بمؤسسات تعليمية للفتيات بمدينة القصر الكبير .
ربيعة “الزوجة” و”الأم” كم من الوقت تكرسه لهذه الوظيفة ؟
صعب أن تكرس لكل وظيفة زمنا معينا، هي وظائف تكمل بعضها ،واعتبرها مسألة تنظيم وقت. وأود هنا بمناسبة سؤالك،أن أنوه بالمرأة المغربية المكافحة ،أينما كانت في المغرب أم خارجه ،فعلا هي “امرأة قادة”. زوجي الدكتور عبد الحميد بن عزوز،رجل متفهم لمسؤولياته وأعباء المرأة الزوجة والأم والعاملة،نحن شركاء في كل شيء،حتى في حبنا للأولاد وهذا ما يجب أن يكون في كل المؤسسات الأسرية، ويجب ألا يكون الأولاد كفرامل بالنسبة للمرأة ،يحولون دون تحقيق أحلامها في الدراسة والعمل،لي ابنتين إيناس تبلغ من العمر 24 سنة ،تدرس الطب ولينا تدرس الصيدلة . وتنهي ربيعة بوعلي بن عزوز ، مهندسة أبحاث علوم الأعصاب حديثها مبتسمة ” ابن الوز عوام “.