اهتز إقليم تازة على وقع جريمة مروعة هزّت الرأي العام المغربي . بعد العثور على جثة طبيبة ثلاثينية، كانت قد اختفت قبل أيام مدفونة في أرض تعود لزوجها.
بداية القصة: بلاغ زوج ثم سفر مفاجئ
انطلقت فصول القضية يوم الإثنين 14 يوليوز الجاري ، عندما تقدّم الطبيب” م.ب”، المزداد سنة 1985، ببلاغ لدى شرطة فاس. يفيد باختفاء زوجته الطبيبة “ه . و”، البالغة من العمر 35 سنة، وأم لثلاثة أطفال. أفاد في بلاغه أنها غادرت المنزل دون سابق إنذار.
الزوجان كانا يشتغلان معًا بالمستشفى الجهوي الغساني في فاس، بعد انتقالهما من مدينة جرسيف ضمن تعيين مشترك. غير أن سلوك الزوج بعد البلاغ أثار الشكوك. خاصة عقب سفره المفاجئ إلى فرنسا، دون أن ينتظر نتائج البحث أو يتابع مستجدات التحقيق، ما جعل الشبهات تحوم حوله بجدية.
تعقب الهاتف يقود إلى موقع الجريمة
بتعليمات من النيابة العامة، شرعت الشرطة القضائية في التحقيقات، واعتمدت تقنية تتبع الموقع الجغرافي لهاتف الضحية . ما قاد المحققين إلى منطقة “أحد أولاد زباير” بإقليم تازة، حيث تملك عائلة الزوج منزلًا ريفيًا تحيط به حديقة.
بمساعدة الكلاب البوليسية، باشرت فرق التفتيش عملية تمشيط دقيقة أسفرت عن العثور على جثة الطبيبة مدفونة في حفرة داخل الحديقة. وأكدت المعاينة الأولية للجثة وجود آثار واضحة للعنف الجسدي، مع مؤشرات على محاولة طمس معالم الجريمة.
الجثة مقطعة وآثار دم في سيارة الزوج
وفق المعطيات المتوفرة، عثر على الجثة مقطعة الأطراف، في مشهد صادم عزّز فرضية القتل العنيف والتخطيط المسبق.
كما عثرت السلطات على آثار دماء داخل سيارة الزوج المركونة في مرآب المنزل . ما زاد من الأدلة التي تدعم الاشتباه المباشر في تورطه.
تم نقل الجثة إلى مركز الطب الشرعي من أجل إخضاعها للتشريح، في انتظار صدور التقرير النهائي لتحديد أسباب الوفاة وتاريخ وقوع الجريمة بدقة.
مذكرة بحث دولية ومطاردة عبر الإنتربول
في ضوء المستجدات، أصدرت السلطات الأمنية مذكرة بحث وطنية في حق الزوج، تلتها مذكرة دولية، مع ترجيح وجوده في فرنسا.
في المقابل، فتحت الشرطة القضائية بحثًا معمقًا يشمل الاستماع إلى الشهود، وتحليل محيط الضحية والزوج، إلى جانب استجماع الأدلة الرقمية والجنائية المرتبطة بالقضية.
صدمة في الوسط الطبي وغضب في الشارع
خلفت الجريمة صدمة عميقة داخل الأوساط الطبية، حيث عبّر عدد من زملاء الضحية عن أسفهم للطريقة المروعة التي انتهت بها حياتها، مؤكدين أنها كانت معروفة بالجدية والتفاني في العمل.
كما اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بمنشورات غاضبة، ومطالبات بضرورة تشديد العقوبات بحق الجناة في قضايا العنف الأسري، وسنّ تدابير استباقية لحماية النساء من التهديدات داخل محيطهن الأسري.
في الختام وبينما تتواصل التحقيقات لكشف الحقيقة كاملة، يبقى السؤال المؤلم معلقًا: هل الزوج هو الجاني الحقيقي ؟ و ما الذي قد يدفع شخصا لارتكاب جريمة بهذه الوحشية ؟