دعت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم أول أمس الاثنين ،جمعية كنوز 21 لحضور المباراة الودية التي جمعت المنتخب المغربي بمنتخب بنين بمدينة فاس في خطوة إنسانية لافتة .
لم تكن الدعوة مجرد إجراء رمزي بل جاءت ضمن حملة وطنية واسعة تسعى لترسيخ ثقافة الإدماج والإعتراف بالتنوع .
“الكنوز” في قلب مدرجات المنتخب
تواجد الأشخاص الحاملين للتثلث الصبغي 21 وأسرهم وسط الجماهير المغربية، كان لحظة مؤثرة. جسّدت بقوة الرسالة التي لطالما رفعتها الجمعية: لكل شخص مكان في هذا الوطن، ولكل اختلاف قيمة مضافة تستحق التقدير.
الرياضة، بما تحمله من رمزية الوحدة والتآزر، تحوّلت هنا إلى وسيلة تواصل فعالة. فتحت المجال أمام الجميع للحلم والانتماء والمشاركة في فرحة الوطن.

ما هو التثلث الصبغي 21؟
التثلث الصبغي 21، أو ما تختار جمعية “كنوز21” تسميته بـ”متلازمة أب” . هو حالة وراثية تتمثل في وجود نسخة إضافية من الكروموسوم 21.
تؤثر هذه الحالة على النمو المعرفي والحركي واللغوي بدرجات متفاوتة. وتتطلب تدخلًا مبكرًا ورعاية مستمرة لضمان اندماج حامليها في المجتمع على مختلف المستويات: الصحي، التعليمي، المهني والاجتماعي.
ورغم التحديات، فإن العديد من الأشخاص الحاملين للتثلث الصبغي 21 أثبتوا أنفسهم بتميز في مجالات متنوعة. مثل الإعلام، الفن، الرياضة، التصميم، والمشاركة السياسية.
كنوز21: نضال الأمهات في وجه الإقصاء
تأسست الجمعية المغربية “كنوز21” بمبادرة من أمهات وضعن قضيتهن في قلب العمل المدني، دفاعًا عن حق أبنائهن في الحياة الكريمة، والتعليم، والاستقلالية.
تركز الجمعية في عملها على تغيير النظرة المجتمعية للأشخاص الحاملين للتثلث الصبغي 21. والترويج لثقافة الاحتضان بدل الإقصاء، من خلال التوعية، التكوين، والمرافقة اليومية.
تغيير اللغة… لتغيير النظرة
تعتمد الجمعية مصطلحات إيجابية تعزز احترام الذات والكرامة، مثل:
- متلازمة “أب”
- الأشخاص بقدرات خاصة
- التفاوت في اكتساب المهارات
في المقابل، ترفض استخدام تسميات سلبية كـ”إعاقة”، “منغولي”، “متخلف عقليًا”، معتبرة أن مثل هذه العبارات تشوّه صورة الشخص وتؤثر سلبًا على أسرته ومحيطه.
دعوة للتضامن الجماعي
تُشكل هذه المبادرة الرياضية دعوة مفتوحة لكل الفاعلين: المؤسسات، المجتمع المدني، السلطات العمومية، الإعلام، والمواطنين، للعمل معًا من أجل رعاية أفضل ودعم فعلي يضمن لهؤلاء الأفراد حقوقهم كاملة، ويضعهم في المكانة التي يستحقونها كمواطنين فاعلين في المجتمع.
الاختلاف ليس عيبًا… بل قوة نحتاج أن نعترف بها ونحتفل بها