صنعت حسناء طالب لنفسها اسمًا بارزًا في عالم المال والأعمال، بفضل رؤية جريئة ومسار غير تقليدي قادها من مدينة خنيفرة المغربية إلى ناطحات السحاب المالية بدبي. في عمر لا يتجاوز 29 عامًا، تدير اليوم أصولًا مالية تتجاوز قيمتها 3.8 مليار دولار عبر شركتها Mintiply Capital، ما يجعلها واحدة من الأسماء الصاعدة بقوة في ساحة المال العالمية.
بداية متواضعة ورؤية استثنائية
ولدت حسناء في قلب جبال الأطلس المتوسط، حيث بدأت خطواتها الأولى في بيئة بعيدة عن صخب الأسواق المالية. غير أن طموحها دفعها لمغادرة المغرب نحو الولايات المتحدة، حيث انطلقت في مسار تعليمي مغاير بعيدًا عن النماذج الكلاسيكية، لتدخل عالم البورصة والتحليل المالي من أوسع أبوابه.
تقول: “شدني سحر الرسوم البيانية، وتقلبات السوق، والبرمجيات الذكية التي تحرك قرارات المستثمرين”. هذا الشغف قادها سريعًا إلى كبرى المؤسسات المالية كـMorgan Stanley وNasdaq، حيث راكمت خبرة ميدانية واسعة قبل أن تقرر تأسيس مشروعها الخاص.
“اللّوْبة” المغربية في وول ستريت
لقبتها بعض الصحف بـ”اللوبة المغربية” في إشارة إلى لقب “ذئب وول ستريت”، لما تتمتع به من حنكة في عالم التداول والصفقات الكبرى. حسناء لم تكتف بالتواجد في السوق، بل أنشأت شركتها الخاصة Mintiply Capital، وهي شركة تعنى بإدارة الثروات، الاستثمارات الخاصة، والأصول الرقمية، وتستهدف بالأساس ربط رؤوس الأموال العالمية بفرص النمو في منطقة الخليج.
أرقام تثبت المكانة
اليوم، تشرف Mintiply Capital على إدارة 3.8 مليار دولار من الأصول، ونجحت في جمع أكثر من 480 مليون دولار في عمليات استثمارية، من بينها صفقة بـ110 ملايين دولار عبر صندوق NVDL ETF، وهي الأضخم من نوعها على مستوى مجلس التعاون الخليجي.
تسعى الشركة أيضًا لدعم رواد الأعمال وتقديم حلول مالية مبتكرة، مما يجعلها شريكًا استراتيجيًا للاقتصادات الناشئة في المنطقة.
تخطت الأحكام المسبقة بثقة
رغم صغر سنها وأصولها المغربية، تعرضت حسناء لطعنات الشك والتحفظ. لكنها لم تتوقف، بل واجهت كل العقبات بعزيمة واضحة. تقول في تصريح صريح: “شُكك فيّ بسبب سني، وجنسي، وجنسيتي. لكني كنت واثقة تمامًا من قدراتي”.
فلسفة مالية بمعايير إنسانية
لا تبحث حسناء طالب عن المجد الفارغ، بل تؤمن بأن المال وسيلة لتحقيق أهداف أعمق. “لا أسعى فقط إلى إدارة مليارات، بل إلى منحها معنى. لأجل الرواد الذين نساندهم، والعائلات التي نحميها، والمستقبل الذي نريد بناءه”، تؤكد.
من خنيفرة إلى قلب دبي، تقدم حسناء طالب نموذجًا ملهمًا لنساء المغرب والعالم العربي: قيادة بصمت، إنجازات ملموسة، وطموح لا حدود له.