في بلدة تيجيراس الصغيرة في نيو مكسيكو، كان هدوء المكان عرضة لانفجار مفاجئ من الطلقات النارية التي أزعجت سكان الحي وأثارت فيهم القلق. استجاب الجيران بسرعة للواقعة وأبلغوا الشرطة على الفور. هاته الأخيرة هرعت إلى المكان ، حيث بدأت خيوط الحادثة بالظهور .
تفاصيل الجريمة:
عند وصول الشرطة إلى منزل عائلة ميستري، وجدوا أنفسهم في مواجهة مع أدلاي ميستري، شاب في الـ24 من عمره، يحمل مسدسًا في يده . نظرته كانت غريبة، بين البرود والاضطراب، وقال بدم بارد: “قتلتهم وكنت سأدفنهم”. هذه الكلمات كانت تعبيرًا عن حالة نفسية مأساوية خلت من أي ندم أو عاطفة.
قامت عناصر الشرطة بتكبيل المتهم به ،ثم دخلوا المنزل، حيث كانت الفوضى تتحدث عن جريمة مروعة حاول ميستري عبثًا إخفاءها .
انتشر بالمنزل آثار دماء مبعثرة وأدوات مغطاة بالدم، منها سكين ثقيل يبدو كشاهد صامت عن ما حدث. كان المكان يشير إلى محاولة يائسة لتنظيف آثار الجريمة . لكن السؤال المطروح مَن الضحايا ؟ و أين الجثث ؟
انتشرت الشرطة في الأرجاء و حُوِل المنزل الهادئ إلى مسرح جريمة بشعة . بعد دقائق تم العثور على جثث الضحايا في وادٍ قريب من المنزل . و الضحايا كانوا غير متوقعين والد الجاني ،أمه وأخته الصغيرة ،حتى كلب العائلة لم ينجوا من رصاص أدلاي .
اعترافات أدلاي ودوافع الجريمة:
في اعترافاته، قال أدلاي إنه كان يشعر بأن “موجات” تطلب منه قتل أفراد عائلته. و اعترف أنه قتل والده في غرفة المعيشة، ثم أطلق النار على والدته أثناء نزولها من الدرج. أما شقيقته الصغرى فصرح أنه لا يعرف تمامًا كيف قتلها و ذكر أيضا أن الكلب كان “جائعا للغاية ” لذلك تخلص منه .
بعد الجريمة حاول أدلاي أن يخفف من الآثار من خلال تنظيف المنزل ودفن الجثث في الوادي القريب.
الأدلة:
عثر المحققون على العديد من الأدلة التي توضح محاولات أدلاي في إخفاء الجريمة. وجدوا آثار دماء على الموكيت، وكانت أدوات التنظيف، مثل الممسحة الملطخة بالدماء، موجودة في مكانها . هذه الدلائل أكدت تورطه الكامل في الجريمة.
صرحت شقيقته الكبرى أنه كان يعاني من مشاكل نفسية شديدة، وقد توقف عن تناول أدويته الموصوفة له. حيث قالت: “حاولت دفعه للاستمرار في العلاج، لكنه رفض، يبدوا أن الأوان قد فات.”
هروب جريء من مركز الشرطة:
بعد أن نقل أدلاي لغرفة الاستجواب في مركز الشرطة، قرر أن يعيش مغامرة أخرى إذ فاجأ المحققين بمحاولة هروب دراماتيكية. حيث بدأ بركل الجدار بكل قوته حتى أحدث فتحة كبيرة تكفي لهروبه و غادر منها . لكن الشرطة لم تتركه طويلاً،فقد أعادت القبض عليه و محاولته هذه أسفرت عن إضافة تهم جديدة له للائحة تهمه .
التهم التي تلاحقه :
أدين أدلاي بثلاث تهم قتل من الدرجة الأولى ، كما ووجهت له تهمت التلاعب بالأدلة و تهمة القسوة المفرطة ضد الحيوانات . بجانب تهمة الهروب من الحجز و تخريب ممتلكات الدولة .
رسالة من المأساة: أهمية التدخل المبكر في الصحة النفسية
قضية أدلاي ميستري ليست مجرد جريمة عائلية، بل هي دعوة للانتباه إلى خطورة الأمراض النفسية وتأثيرها المدمر على حياة الأفراد وعائلاتهم. كان من الممكن أن تُتخذ إجراءات وقائية لتجنب حدوث هذه المأساة، سواء من خلال دعم أدلاي نفسيًا أو اتخاذ تدابير لتأمين الأسلحة الموجودة في المنزل.
الحادثة التي بدأت بتقارير عن إطلاق نار وانتهت بمجزرة عائلية تؤكد الحاجة إلى مراقبة حالة الأشخاص المصابين بأمراض نفسية ومعالجتهم بشكل جاد. التدخل المبكر في الصحة النفسية قد يكون الفارق بين الحياة والموت، وبين الخلاص والمأساة.