عندما ينقلب صراع الدم إلى جريمة تسيل الدماء، يصبح السؤال: كيف يمكن لخلاف عائلي بسيط أن ينتهي بجريمة تهز أركان المجتمع؟ هذا ما حدث في دوار البصاصلة بجماعة الزيايدة بإقليم بنسليمان، حيث لم يكن محمد البرهمي يعلم أن إرث العائلة سيكون سببا في نهاية حياته في واحدة من أبشع الجرائم التي عرفها الإقليم.
منزل يتحول إلى مسرح رعب
في ليلة الأحد 8 ديسمبر 2024، ومع حلول الظلام، اقتحمت سيارة داسيا المنزل البسيط للضحية محمد البرهمي. من الوهلة الأولى كان يبدو الأمر كزيارة عائلية، لكن الحقيقة كانت أبعد ما يكون عن ذلك. أفراد العصابة، الذين استقدِموا من مدينة الصخيرات خصيصًا، حولوا المنزل إلى ساحة عنف مروّع.
تحت أنظار زوجة عبد اللطيف البرهمي، أخ اخر للضحية ، تعرّض محمد للضرب المبرح قبل أن يقيّد ويختطف مع زوجة أخيه التي أُخذت كرهينة في محاولة لابتزاز عبد اللطيف للحضور.
دوار العسارة: محطة الموت
المكان التالي كان دوار العسارة، حيث انتهت الأمور بشكل مأساوي. تعرّض محمد للتعذيب الجسدي والنفسي على مدار ساعات، بينما حاول المهاجمون الضغط على عبد اللطيف للحضور. رفض الأخير خوفًا على حياته، الشيء الذي دفع المجرمين إلى إطلاق سراح الزوجة فجرًا، لكن محمد لم يكن محظوظًا.
مشهد الجريمة: صدمة بلا حدود
في صباح اليوم التالي، كشفت المعاينة الأولية للمحققين مشهدًا أشبه بأفلام الرعب: جثة محمد البرهمي مهشمة الرأس، مكبلة، وعليها آثار تعذيب شديد. كدمات وكسور تروي قصة عنف لا إنسانية لم تشهد المنطقة لها مثيلًا.
تحقيق العدالة
تم نقل الجثة إلى مستودع الأموات ببنسليمان ،في حين لا زالت السلطات الأمنية إلى الان تعمل بلا هوادة لتعقب المتورطين وتقديمهم للعدالة .
نزاع الإرث: قنبلة موقوتة
حسب مصادرنا فالقصة بدأت كنزاع عائلي على إرث، لكنها سرعان ما تصاعدت إلى جريمة أزهقت فيها روح. هذا الحادث يسلط الضوء على أحد أخطر المواضيع الاجتماعية: النزاعات العائلية التي تتحول إلى كوارث. في مجتمع يفترض أن الروابط العائلية تبقيه قويا ، كيف يمكن أن يتحول الأخ إلى خصم قاتل؟
هذه المأساة تحمل في طياتها أكثر من مجرد تفاصيل جريمة، فهي تُظهر ضرورة إعادة النظر في طريقة تعامل المجتمع مع النزاعات العائلية. من الضروري تعزيز الحوار وتوفير آليات قانونية وسلمية لحل الخلافات قبل أن تتفاقم وتدمر العائلات بأكملها.
القصة التي لا تنتهي
في الختام بين جدران دوار البصاصلة، سيبقى صدى هذه الليلة المأساوية عالقًا في الأذهان، كتذكير بأن النزاعات العائلية، مهما كانت بسيطة، قد تتحول إلى كوارث إذا لم يتم التعامل معها بعقلانية.