نظّمت منظمة تيبو إفريقيا، الرائدة في مجال التربية والإدماج الاجتماعي والاقتصادي عبر الرياضة، النسخة الثالثة من المنتدى الوطني لتمكين الفتيات والنساء عبر الرياضة، يوم 10 أكتوبر 2025 بالدار البيضاء، وذلك احتفالاً باليوم الوطني للمرأة المغربية واليوم الدولي للفتاة الذي يصادف 11 أكتوبر.
أقيم الحدث تحت رعاية منظمة اليونسكو، وبدعم من وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، في مدرسة الفرصة الثانية – الجيل الجديد – المتخصصة في مهن الرياضة بالمدينة القديمة.
من النساء وإليهن: منصة للتعبير والتمكين
جاء هذا المنتدى ثمرة تنسيق وتنشيط نسائي خالص، إذ تم إنجازه من طرف نساء ومن أجل الفتيات والنساء.
وشهدت الفعالية حضور أكثر من 300 مراهقة من المستفيدات من برامج تيبو إفريقيا، إلى جانب رائدات في مجالات مختلفة، ورياضيّات من المستوى العالي، ومؤسسات وطنية ودولية وشركاء داعمين.
هدف اللقاء كان واضحًا: تأكيد الرياضة كوسيلة فعّالة للتمكين والإدماج الاجتماعي والاقتصادي وتعزيز القيادة النسائية.
الرياضة كأداة لبناء المستقبل
تضع تيبو إفريقيا تمكين الفتيات والنساء في صميم استراتيجيتها، من خلال برامج مثل MamaFit وGirls CAN Initiative، ومراكز التربية عبر كرة القدم ومسارات ريادة الأعمال الرياضية.
توفّر هذه المبادرات فرصًا حقيقية للتعلّم واكتساب الثقة والاندماج في سوق العمل، مما يجعل الرياضة بوابة لتحقيق المساواة والاعتماد على الذات.

شراكة من أجل المساواة
وفي كلمته، أكد شرف أحميمد، مدير مكتب اليونسكو الإقليمي للمغرب العربي، أن:
«تمكين الفتيات والنساء في صميم رسالة اليونسكو. ومن خلال دعم هذا المنتدى، نعيد التأكيد على أن الرياضة رافعة قوية للتربية والإدماج والمساواة، وهي شرط لا غنى عنه لتحقيق التنمية المستدامة.»
أما محمد أمين زرياط، الرئيس المؤسس لمنظمة تيبو إفريقيا، فقال:
«الاستثمار في فتاة هو استثمار في مستقبل أمة. عبر الرياضة، رافقنا الآلاف من الفتيات في مسارات تجمع بين التربية والريادة. شاهدنا فتيات يُنشئن مقاولاتهن، ويصبحن مدربات في أحيائهن، ويساهمن في تغيير مجتمعاتهن. هناك يُبنى مغرب الغد.»
من جانبها، أبرزت بوشرا عريف، المديرة الجهوية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، أهمية الشراكة قائلة:
«هذا الحدث يبرهن على التكامل بين المنظومة التعليمية والمبادرات الجمعوية المبتكرة. فالرياضة أداة للتعلّم والتمكين، تبني جسورًا نحو مدرسة أكثر شمولية وعدلاً للفتيات.»

قصص نجاح ملهمة
تعكس شهادات المشاركات أثر الرياضة في تغيير المسارات الحياتية، كما قالت حياة، إحدى المستفيدات من برامج تيبو إفريقيا:
«دخلت خجولة ومنطوية، لم أكن أتخيل أن الرياضة ستغير حياتي. وجدت فيها الثقة والقوة والصوت الذي كنت أفتقده. اليوم أعمل في المجال الذي أحب وأعيش من شغفي.»
هاكاثون ودليل “11 رافعة للعمل”
على هامش المنتدى، أُطلق هاكاثون تربوي جمع أساتذة التربية البدنية والرياضية لتطوير حلول مبتكرة ترفع العوائق أمام ممارسة الفتيات للرياضة داخل المؤسسات التعليمية.
كما كشفت المنظمة عن دليل جديد بعنوان «11 رافعة للعمل»، يقدم أفضل الممارسات لتمكين الفتيات والنساء عبر الرياضة، ويركز على محاور المساواة، القيادة النسائية، التعليم، الوقاية، التوجيه، المشاركة المجتمعية، وتقييم الأثر.
شبكة شركاء داعمين
يحظى المنتدى بدعم شبكة واسعة من الشركاء الوطنيين والدوليين، من بينهم: Australian Aid، سفارة كندا، KNVB – WorldCoaches، المعهد الفرنسي بالمغرب، هيئة الأمم المتحدة للمرأة، الاتحاد الفرنسي للأندية الرياضية الشاملة، صندوق الأمم المتحدة للسكان، TotalEnergies المغرب، مياه أولماس المعدنية، Capgemini Engineering Morocco، مؤسسة أشرف حكيمي، الخطوط الملكية المغربية، Sportanddev، Le Matin وHitradio.
نحو مغرب أكثر عدلاً وإنصافاً
لا يقتصر المنتدى على يومين من الأنشطة، بل يشكل جزءاً من نهج استراتيجي طويل الأمد لترسيخ المساواة بين الجنسين وجعل التمكين النسائي عن طريق الرياضة محورًا أساسياً في التنمية الاجتماعية والاقتصادية بالمغرب وأفريقيا.