شهد يوم أمس تنفيذ حكم الإعدام بحق كيفن راي أندروود ، قاتل الطفلة جيمي روز بولين البالغة من العمر 10 سنوات في عام 2006 .لم تكن هذه الجريمة مجرد جريمة قتل عادية و عشوائية بل كانت جزءًا من خيال جنسي منحرف يتضمن التعذيب وأكل لحوم البشر مما جعلها قضية هزت ولاية أوكلاهوما الأمريكية و العالم آنذاك . تم إعدام كيفن بحقنة قاتلة في عيد ميلاده الخامس والأربعين، وذلك بعد سنوات طويلة من الإجراءات القانونية والمرافعات. في هذا المقال سنفتح ملف تفاصيل الجريمة .
البداية: جريمة بلا رحمة وتفاصيل صادمة
كانت جيمي تعيش مع والدها في نفس المبنى الذي يسكن فيه كيفن مع أسرتها بمدينة بيرسيل، أوكلاهوما . في 12 أبريل 2006 استدرج أندروود الطفلة إلى شقته بعد أن خطط بعناية لتنفيذ خيالاته المريضة. هناك، هاجمها بضربة بلوح خشبي على رأسها ثم خنقها حتى الموت. بعد وفاتها اعتدى عليها جنسيًا و حاول قطع رأسها باستخدام خنجر مزخرف في خطوة مرعبة تراجع عنها و قرر أكل أجزاء من جسدها.
لحظة الحقيقة و كشف الجاني :
بعد اختفاء جيمي، أطلقت السلطات عملية بحث واسعة في جميع أنحاء الولاية . و أقامت نقطة تفتيش قرب مكان اختفاء الفتاة لجمع أكبر قدر من المعلومات بغاية الوصول إليها . كان كيفن يتصرف بريبة عند مروره بنقطة التفتيش مما لفت الأنظار إليه و جعله محط شك . بناء على هذا الاشتباه قررت الشرطة تفتيش شقته ، حيث عثروا على جثة الطفلة عارية داخل حقيبة بلاستيكية مخبأة في خزانة . هذا الاكتشاف المروع أكد تورطه في الجريمة، وقاد إلى اعتقاله على الفور.
أثناء استجوابه، اعترف كيفن بالجريمة بالتفصيل ، حيث أقر بأن دوافعه كانت مستمدة من خيالات جنسية مرضية تتضمن التعذيب والقتل.
الإجراءات القضائية: العدالة تأخذ مجراها
في عام 2008، أُدين كيفن بتهمة القتل العمد من الدرجة الأولى وحُكم عليه بالإعدام. خلال المحاكمة، لم ينكر كيفن ارتكاب الجريمة، لكن فريق الدفاع حاول تخفيف الحكم بالاستناد إلى تاريخ طويل من الاضطرابات النفسية التي عانى منها، بما في ذلك اضطراب ثنائي القطب، واضطرابات الشخصية، وميول جنسية منحرفة. لكن الادعاء أكد أن هذه الاضطرابات لا تبرر القتل الوحشي.
التأجيلات والمرافعات القانونية
طوال 18 عامًا، شهدت القضية تأجيلات عديدة واستئنافات من فريق الدفاع، الذي سعى إلى تخفيف الحكم إلى السجن مدى الحياة. في آخر محاولة، حاول الفريق تأجيل جلسة العفو بحجة انتهاك حقوق أندروود بعد استقالة اثنين من أعضاء لجنة العفو. ومع ذلك، رُفض الطلب واستمرت الإجراءات كما هو مخطط لها.
لحظة الإعدام: اعتراف واعتذار
في غرفة الإعدام، أعرب كيفن عن ندمه وقدم اعتذاره لعائلة جيمي ولأسرته. قال في كلماته الأخيرة: “أشعر بالأسف الشديد لكل الأشياء المروعة التي فعلتها. أتمنى لو أستطيع استعادة الماضي”. لكنه انتقد توقيت الإعدام قائلاً إنه “قرار قاسٍ” لإعدامه في عيد ميلاده وقبيل الأعياد .
ردود أفعال العائلة: ألم مستمر
شهدت عائلة جيمي لحظة الإعدام، وأكدت أن تنفيذ الحكم لم ينه الألم، لكنه أعطاهم بداية لعملية الشفاء. عبرت شقيقتها لوري بيت عن امتنانها للادعاء قائلة: “هذا لن يعيد جيمي، لكنه يمنحنا مساحة للتركيز على ذكراها”.
كانت قضية كيفن راي أندروود واحدة من أبشع الجرائم التي هزت المجتمع الأمريكي، حيث أظهرت مدى خطورة الأفراد الذين يخفون نواياهم الشريرة خلف مظهر عادي. بفضل يقظة الشرطة وسرعة استجابتهم، تم كشف الجاني وتقديمه للعدالة. نُفذ حكم الإعدام بحق كيفن، ليطوى ملف هذه الجريمة البشعة إلى الأبد، و ليكون عبرة لكل من تسول له نفسه ارتكاب جرائم مروعة كهذه.