تحوّل فصل دراسي بثانوية الفتح التأهيلية بمدينة الخميسات إلى ساحة جريمة، بعدما أقدم تلميذ قاصر على طعن أستاذه بسكين على مستوى الرأس، في مشهد صادم لم تعهده المؤسسات التعليمية. وقع الحادث يوم الاثنين، وسط ذهول التلاميذ والأطر التربوية، الذين وجدوا أنفسهم أمام واقعة عنف غير مسبوقة.
صراع مع الزمن لإنقاذ حياة الأستاذ
لم تمر لحظات حتى تم استدعاء الإسعاف على وجه السرعة، ليتم نقل الأستاذ المصاب إلى المستشفى الإقليمي بالخميسات. غير أن خطورة حالته فرضت تحويله إلى المستشفى الجامعي بالرباط، حيث يخضع للعناية المركزة وسط مخاوف من تفاقم وضعه الصحي. الحادث ترك أثراً نفسياً عميقاً بين زملائه وتلاميذه، الذين عبّروا عن صدمتهم العميقة إزاء هذا العنف غير المبرر.
غضب نقابي واستنكار واسع
لم تتأخر ردود الفعل الغاضبة، حيث أصدرت خمس نقابات تعليمية بياناً نارياً يدين هذا الاعتداء الوحشي، محذرةً من تزايد حالات العنف في المؤسسات التعليمية. وطالبت النقابات، ومنها الجامعة الوطنية للتعليم والنقابة الوطنية للتعليم. بتشديد الإجراءات الأمنية داخل المدارس، داعية إلى التصدي بحزم لكل من تسوّل له نفسه الاعتداء على رجال ونساء التعليم.

مطالب عاجلة بالحماية والمحاسبة
في بيانها المشترك، حمّلت النقابات المديرية الإقليمية مسؤولية اتخاذ التدابير القانونية والإدارية ضد التلميذ المعتدي، مؤكدةً ضرورة فرض إجراءات ردعية تمنع تكرار مثل هذه الحوادث المؤسفة. كما شددت على ضرورة توفير بيئة آمنة للأساتذة، بعيدًا عن كل أشكال التهديد والعنف.
توقيف الجاني وكشف ملابسات الجريمة
لم تمضِ ساعات على الحادث حتى تحركت الأجهزة الأمنية، حيث نجحت عناصر الشرطة بالخميسات في توقيف التلميذ المعتدي، الذي حاول الفرار بعد ارتكاب جريمته. وتم إخضاعه للتحقيق تحت إشراف النيابة العامة المختصة، للكشف عن دوافع الاعتداء وتحديد العقوبات المناسبة.
أزمة تربوية أم ظاهرة متصاعدة؟
ختاما أثار الحادث تساؤلات عميقة حول أسباب تصاعد العنف داخل المؤسسات التعليمية، حيث يرى خبراء التربية أن هذه الواقعة تعكس أزمة أعمق تتطلب معالجة جذرية، تشمل تعزيز التوعية بين التلاميذ، وتشديد العقوبات ضد أي اعتداء يطال الأساتذة، إلى جانب دعم نفسي واجتماعي شامل.
تقرؤون أيضا : أستاذ يعتدي جسديا على تلميذ بطانطان مسببا له رضوضا استوجبت تدخلا طبيا عاجلا