تتغير ملامحنا بمرور السنوات، وكذلك يتبدل ملمس الشعر ولونه وكثافته. فالشعر مرآة دقيقة لما يحدث داخل الجسم من تغيّرات هرمونية وغذائية وحتى نفسية. ورغم أن هذه التحولات طبيعية، إلا أن العناية الصحيحة يمكن أن تخفف من آثارها وتمنح الشعر حيوية متجددة في كل مرحلة عمرية.
الشعر والتقدم في العمر
تبدأ أولى العلامات عادة في الثلاثينات أو الأربعينات: خصلات أقل لمعانًا، كثافة أقل، وشعور بجفاف أو خشونة في الملمس. السبب في ذلك كما يوضح أطباء الجلدية هو تقلّص مرحلة النمو النشط للشعرة، وتراجع إفراز الزيوت الطبيعية من فروة الرأس، ما يجعل الألياف أرقّ وأكثر عرضة للتكسر.
أسباب علمية وراء تغيّر الشعر
تؤكد الدراسات أن العوامل البيئية مثل أشعة الشمس، التدخين، التوتر، وسوء التغذية تسرّع من شيخوخة الشعر. كما تلعب الوراثة دورًا كبيرًا في تحديد توقيت ظهور الشيب أو تساقط الشعر.
وتشير الأبحاث الحديثة إلى أن اضطرابات الغدة الدرقية أو مرحلة انقطاع الطمث لدى النساء قد تضعف الشعر وتزيد هشاشته. أما ضعف الهضم أو نقص الفيتامينات والمعادن، فيؤثر مباشرة على تجدد البصيلات.
الشيب:حكاية نقص الميلانين
يتحول الشعر تدريجيًا إلى الرمادي أو الأبيض حين تتوقف الخلايا المسؤولة عن إنتاج الميلانين. ومع غياب الصبغة، يفقد الشعر لونه الطبيعي، كما يصبح ملمسه أكثر جفافًا وخشونة. وبين من يحتفي بهذه العلامة كرمز للنضج، ومن يفضل إخفاءها بالصبغة، يظلّ الأهم هو الحفاظ على صحة الشعر أثناء هذه المرحلة.
أنواع الشعر وتغيرها مع الزمن
لكل نوع شعر طريقته الخاصة في التبدّل مع التقدم في السن:
• الشعر المستقيم: غالبًا ما يصبح أكثر جفافًا ويميل إلى التموج مع قلة إفراز الزيوت.
• الشعر المموج: قد يفقد انتظام تموجه أو يجمع بين أكثر من نمط في الرأس الواحد.
• الشعر المجعد: يتأثر بالهرمونات فيفقد بعض مرونته، وقد تخفّ حدة تموجه تدريجيًا.
• الشعر الملفوف (الكويل): هو الأكثر عرضة للجفاف والتقصف بسبب ضعف احتباس الرطوبة في أليافه.
كيف تعيدين الحيوية لشعرك؟
العناية بالشعر المتقدّم في العمر لا تعني فقط اختيار الشامبو المناسب، بل تتطلب نظامًا متكاملًا يبدأ من فروة الرأس.
• اغسلي الشعر بحسب حاجته فقط: الإفراط في الغسل يزيل الطبقة الزيتية الواقية.
• اختاري مستحضرات لطيفة ومغذية: الشامبوهات الخالية من الكبريت والبلسم المرطب تساعد على الاحتفاظ باللمعان.
• دلّكي فروة الرأس بانتظام: لتحفيز الدورة الدموية وتشجيع نمو الشعر الجديد.
• احميه من الشمس والحرارة: الأشعة فوق البنفسجية وأدوات التصفيف تضعف البنية وتزيد الجفاف.
• اتبعي نظامًا غذائيًا غنيًا بالبروتينات والحديد وأوميغا 3: فهي أساس نمو شعر قوي.
صبغ الشعر بذكاء
إن قررتِ صبغ شعرك، فالأفضل أن يتم ذلك لدى مختص لتقليل الضرر. استخدمي منتجات لطيفة، وامنحي شعرك فترات راحة بين جلسات الصبغ. كما يمكنك اعتماد بدائل مؤقتة كالبخاخات أو المساحيق الخاصة بالجذور لتغطية الشيب دون إجهاد الألياف.
التغيّرات التي تصيب الشعر مع التقدّم في السن أمر طبيعي لا مفرّ منه، لكنها ليست نهاية الجمال. بالعكس، يمكن تحويلها إلى مرحلة جديدة من النضج والأناقة إذا منحتِ شعرك الاهتمام الذي يستحقه. فكل شعرة تحمل قصة زمن، وجمالها الحقيقي في استمرارها بالحياة، لا في مقاومتها للسنين.