أصبحت تعديلات مدونة الأسرة موضوع نقاش واسع، خاصة بعد توجيهات صاحب الجلالة الملك محمد السادس حول ضرورة تحديث المدونة بما يضمن تحقيق التوازن بين حقوق الأسرة المغربية ومكوناتها كافة.
في هذا الإطار، قدمت القاضية مليكة حفيظ لمجلة “لالة فاطمة” توضيحات شاملة حول مسار هذه التعديلات، مؤكدة أن ما يتم تداوله حاليًا ليس تعديلات رسمية، بل مقترحات ما زالت في مرحلة التقييم والصياغة والنهائية .
مراحل التعديلات
أوضحت القاضية أن عملية التعديل مرت بعدة مراحل دقيقة، بدءًا من تشكيل لجنة استشارية تضمنت مختلف الفاعلين من حقوقيين وأكاديميين وسياسيين. وصولًا إلى رفع المقترحات إلى المجلس العلمي الأعلى للنظر في مطابقتها مع مبادئ الدين الإسلامي الحنيف.
وبعد دراسة هذه المقترحات، أحيلت إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس ،الذي قام بتحكيمها وفق رؤية شمولية تهدف إلى الحفاظ على كرامة الأسرة المغربية، وضمان حقوق الرجل والمرأة والأطفال على حد سواء.
أبرز التعديلات المرتقبة
أضافت القاضية حفيظ أن بين أهم النقاط التي أثيرت في مقترحات تعديل مدونة الأسرة
- إصلاح نظام الصلح بين الزوجين:
حُددت الحاجة إلى إسناد عملية الصلح لخبراء متخصصين خارج المحاكم، بدلًا من القضاة الذين يفتقرون أحيانًا إلى المؤهلات النفسية والاجتماعية اللازمة لتحقيق الصلح. - الطلاق الاتفاقي:
اقترحت التعديلات – تسترسل مليكة حفيظ – إمكانية الطلاق الاتفاقي المباشر دون المرور عبر القضاء، بشرط الاتفاق المسبق بين الطرفين على جميع التفاصيل. - حقوق الأم الحاضنة:
تمت مراجعة بعض القيود المفروضة على الأم الحاضنة، مثل حقها في الزواج دون إسقاط حضانة أطفالها إذا كانوا أكبر من سبع سنوات. - حماية بيت الزوجية:
شددت التعديلات على حماية بيت الزوجية لضمان استقرار الأطفال، خاصة في حالات وفاة أحد الأبوين.
التحديات المطروحة
رغم أهمية التعديلات المرتقبة، شددت القاضية على أن التدخل التشريعي وحده غير كافٍ لمعالجة قضايا الأسرة. بل يجب أن يشمل الإصلاح جوانب أخرى، مثل تعزيز دور مؤسسات المساعدة الاجتماعية.
كما أكدت الحاجة إلى إنشاء محاكم متخصصة بقضايا الأسرة لتسريع البت في النزاعات.
دور الإعلام في التوعية
أبرزت القاضية حفيظ أهمية الإعلام في توضيح تفاصيل التعديلات للمواطنين. إذ دعت إلى استضافة متخصصين لشرح الأهداف الحقيقية للتعديلات والتواصل مع المواطنين بشكل مباشر لتجنب سوء الفهم أو انتشار الإشاعات.
رؤية مستقبلية للأسرة المغربية
من خلال هذه التعديلات، تهدف مدونة الأسرة إلى تعزيز استقرار الأسرة المغربية وضمان توازن حقوق جميع أفرادها. فالأطفال باعتبارهم رجال الغد، هم الهدف الأساسي لأي تعديل قانوني..
ختامًا، تبقى التعديلات المرتقبة خطوة مهمة نحو تحقيق العدالة الاجتماعية داخل الأسرة المغربية. لكن تنفيذها يتطلب رؤية شاملة تشمل الجانب القانوني والاجتماعي والاقتصادي على حد سواء.