شهدت مدينة طنجة موجة من الغضب والاستنكار، بعد تداول مقاطع فيديو تظهر شاباً يؤدي أغانٍ خادشة للحياء أمام عدد كبير من الأطفال. خلال أمسية احتفالية أقيمت بمناسبة عيد الفطر في حي بئر الشفاء الشعبي.
ووفق ما أفادت به مصادر مطلعة، فقد استدعت المصالح الأمنية بولاية أمن طنجة، يوم الخميس، المعني بالأمر واستمعت إليه رسمياً في محضر أمني، على خلفية الكلمات غير اللائقة التي تفوّه بها أثناء الحفل. وقد قررت النيابة العامة متابعته في حالة سراح، مع إمكانية استدعائه مجدداً بعد استكمال مجريات التحقيق.
احتفال تحوّل إلى صدمة تربوية
كان من المفترض أن يكون الحفل لحظة فرح للأطفال والعائلات. إلا أن محتواه سرعان ما أثار موجة من الصدمة، بعدما أدى المغني الشاب مجموعة من الأغاني التي تضمنت عبارات “مبتذلة” اعتبرت غير مناسبة إطلاقاً لجمهور يضم أطفالاً وقاصرين.
وساهم انتشار الفيديو على منصات التواصل الاجتماعي في تأجيج الغضب. حيث عبّر عدد كبير من أولياء الأمور عن رفضهم القاطع لمثل هذه المظاهر التي تسيء للذوق العام وتهدد سلامة التربية القيمية للأطفال.
تقرؤون أيضا : شادي خلف خلف القضبان: إسدال الستار على قضية هزت الرأي العام
جمعيات المجتمع المدني تتحرّك
في رد فعل سريع، بادرت عدة جمعيات حقوقية ومدنية إلى التنديد بما حدث، مطالبة بفتح تحقيق شامل ومحاسبة المتورطين في السماح بتمرير مضامين وصفت بـ”المخلة”، في أمسية من المفترض أن تعكس أجواء العيد وتعزز القيم العائلية.
وقد شرعت بعض الجمعيات في تقديم شكاوى رسمية لدى الجهات المختصة. مؤكدة أن حماية الطفولة مسؤولية جماعية لا يمكن التساهل فيها.
اعتذار لم يطفئ الجدل
وفي محاولة منه لامتصاص الغضب، نشر المغني المذكور مقطع فيديو يعتذر فيه للجمهور. مؤكداً أن ما صدر عنه لم يكن مقصوداً وأنه لم يتوقع أن تلقى مشاركته هذا الرفض الواسع. غير أن هذا الاعتذار لم يمنع استمرار المطالب باتخاذ إجراءات قانونية رادعة ضد أي سلوك يهدد القيم المجتمعية.
الرقابة على الأنشطة الفنية.. ضرورة ملحّة
تطرح هذه الواقعة إشكالية غياب الرقابة الفعالة على الأنشطة الفنية في الأحياء الشعبية. ومدى التزام منظمي مثل هذه الفعاليات بالمعايير التربوية والأخلاقية، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بجمهور حساس مثل الأطفال.
ويظل السؤال المطروح بإلحاح: من يتحمّل المسؤولية في مثل هذه الحالات؟ وما هي الآليات التي يجب تفعيلها لضمان عدم تكرار مثل هذه التجاوزات مستقبلاً؟