يزهر الأمل من جديد في حي سيدي مومن بالدار البيضاء، عبر الكوميديا الموسيقية «الهدهد والطيور الاثنا عشر»، ضمن فعاليات مهرجان الطفولة ما قبل المدرسية «بدور وجسور». هذا العمل الفني الفريد يعرض يومي 2 و3 يونيو 2025 بمركز غالي برادة التابع لمؤسسة أم كلثوم، وهو ثمرة شراكة بين جمعية «أم الغيث» ومؤسسة «Par-Chemins Concepts».
من حكاية صوفية إلى عرض موجه لبراءة الأطفال
مستوحاة من «منطق الطير» لفريد الدين العطار، يعيد هذا العمل صياغة الحكاية الصوفية بلغة رمزية مبسطة تناسب الأطفال من ثلاث إلى ست سنوات. الطيور، بقيادة الهدهد، تنطلق في رحلة بحث عن المعنى والوحدة. الهدف ليس فقط الترفيه، بل تحفيز الوعي بالقيم الإنسانية الكبرى: السلام، التسامح، الانفتاح، والتواصل مع الذات والآخر.

ورشات سنوية تنمّي الخيال وتبني الثقة
منذ أكتوبر 2024، انخرط أطفال سيدي مومن في سلسلة من الورشات التربوية والفنية: مسرح، غناء، تعبير جسدي، تشكيل، وصناعة دمى. هذه الأنشطة، المؤطرة من طرف فنانين وتربويين ومتخصصين نفسيين، مكنت الأطفال من التعبير عن مشاعرهم وتطوير حسهم الفني والاجتماعي ضمن بيئة دامجة وآمنة.

فنانون مغاربة يجسدون الحلم الجماعي
أشرفت على الإخراج ليلى سكالي لامي، بمشاركة أسماء لامعة مثل أمل عيوش، إسماعيل العلوي، صوفيا هادي، وعبد القادر غيث، إلى جانب فاعلين ثقافيين وتربويين مثل دريس سكالي وحياة أرغوني. المفاجأة الأجمل أن الأطفال أنفسهم سيصعدون الخشبة لتجسيد شخصيات الطيور، في تجربة مسرحية استثنائية تعزز الشعور بالانتماء والقدرة.
الفن كجسر بين الطفولة والكرامة
رغم أن العرض موجه للأطفال وأسرهم، إلا أنه يحمل رسائل أعمق لكل من يرى في الفن وسيلة لترميم الإنسان. في الأحياء المهمشة، حيث تهمَل الطفولة أحيانًا، يثبت هذا المشروع أن الخيال يمكن أن يزدهر، وأن الثقافة ليست ترفًا بل حق أساسي.

نحو نموذج تربوي جديد ينطلق من الثقافة
من خلال «بدور وجسور»، تسعى الجهات المنظمة إلى تأسيس نموذج تربوي يرتكز على الثقافة والهوية والانفتاح. وتقول أمل القديري برادة، رئيسة جمعية «أم الغيث»:
“هذا المشروع بذرة. أسميناه ‘بدور وجسور’ لأننا نؤمن أن زرع الجمال والمعنى منذ الصغر يصنع بالغين أكثر تجذرًا، وحرية، وإنسانية.”
«الهدهد والطيور الاثنا عشر» ليست مجرد مسرحية، بل رؤية حية لطفولة تربّى على الحلم، الفن، والكرامة.