يسجّل الفنان المغربي المهدي (El Mehdi) عودة قوية إلى الساحة الموسيقية من خلال أغنيته الجديدة «Encore»، التي تُعد أول عمل غنائي له باللغة الفرنسية، بعد النجاح اللافت الذي حققته أغنيته السابقة «El Kass Hlou»، والتي تجاوزت عتبة 200 ألف استماع، وتصدّرت قوائم الاستماع في منطقة المغرب والشرق الأوسط، كما حصدت ملايين المشاهدات على منصات التواصل.
في أغنيته الجديدة، يقدّم المهدي تجربة موسيقية عميقة تنبض بالمشاعر، حيث يغوص في صراعات داخلية وجودية، ويتحدث عن التكرار المؤلم للوجع، ومحاولات التجدّد رغم الانكسار.
بأسلوب شاعري حاد، يطرح تساؤلات حول الإرادة، والانهيار، والمقاومة، ويتجلى ذلك في كلمات مثل:» أُسكتُ السماء حين أشاء، وأُسكت رأسي حين أستطيع»، تعبيرًا عن صراع الإنسان مع ذاته ومع قدره.
هذه الأغنية ليست مجرد عمل غنائي، بل رسالة إنسانية تنقل هشاشة الإنسان وقوته، وتكشف عن التوتر بين الاستسلام والمقاومة، مع محاولة لفهم الذات والتصالح معها.
موسيقيًا، يمزج «Encore» بين البوب المعاصر والتراث المغاربي، مما يؤكد مكانة المهدي كأحد أبرز الأصوات الجديدة في المشهد الموسيقي البديل، حاملًا هوية فنية أصيلة ورؤية ناضجة تنير درب جيله من داخل الألم إلى النور.
جاءت الأغنية بتوزيع موسيقي غني يجمع بين أوتار كلاسيكية حالمة وإيقاعات إلكترونية دقيقة، في إنتاج مشترك مع الثنائي اللبناني-الكندي Wake Island، والفنانة الفرنسية Tallisker، وتحت إشراف هندسي من البريطاني Wez Clarke، الحائز على جائزة Grammy.
تم تسجيل العمل في قلب جبال لورانتييد بكندا، خلال إقامة فنية مع برنامج PHI Nord، وهو ما أضفى على الأغنية طابعًا تأمليًا وروحًا هادئة تنبع من العزلة والطبيعة.
أما الغلاف الفني، فقد صممه المهدي بنفسه، واختار فيه إبراز سوار أمازيغي تقليدي من الفضة، يحمل 12 رأسًا مدببًا، يُستخدم تقليديًا في منطقة الجنوب الشرقي المغربي لدى قبائل “آيت عطا”. السوار، الذي يشبه القيد ويزن حوالي كيلوغرام، يرمز للأثقال التي نحملها في الحياة بين الزينة والعبء.