لم يكد الوسط الفني المغربي يفيق من صدمة رحيل الفنان الكبير عبد القادر مطاع أول أمس، حتى تلقّى صباح اليوم نبأ وفاة الفنان القدير محمد الرزين بعد معاناة طويلة مع المرض، عن عمر ناهز التاسعة والسبعين.
الخبر أثار حزناً عميقاً في الساحة الفنية، خاصة أن الفقيدين يُعدّان من الجيل الذهبي الذي أسّس للمسرح المغربي وأغنى التلفزيون والسينما الوطنية بأعمال خالدة.
رشيد الوالي ينعي الراحل
الفنان رشيد الوالي عبّر عن تأثره الكبير برحيل الرزين، وكتب في منشور مؤثر:
“ببالغ الحزن والأسى، تلقّيت هذا الصباح نبأ وفاة الفنان الكبير محمد الرزين، بعد معاناة مع المرض. كان لي شرف التواصل الدائم مع ابنه مروان، ومتابعة حالته بين الحين والآخر، على أمل أن يمنّ الله عليه بالشفاء، لكن إرادة الله كانت فوق كل شيء.”
وأضاف الوالي:
“محمد الرزين لم يكن مجرد فنان عابر، بل أحد أعمدة المسرح المغربي، قدّم أعمالًا خالدة بصوته وأدائه وحضوره، واشتغل مع كبار المبدعين في المسرح والتلفزيون والسينما. ترك إرثًا فنيًا وإنسانيًا سيظل راسخًا في ذاكرة المغاربة.”
مسيرة تمتد لأكثر من نصف قرن
وُلد محمد الرزين سنة 1946، وبدأ مساره الفني في ستينيات القرن الماضي، ضمن فرقة “المسرح المغربي الحديث” بقيادة الطيب الصديقي.
عرف بصوته الجهوري وأدائه المتقن، وشارك في أعمال مسرحية خالدة قبل أن ينتقل إلى التلفزيون والسينما. ومن أبرز أعماله فيلم “القنفودي” للمخرج نبيل لحلو سنة 1978، إلى جانب مشاركاته في مسلسلات مغربية تركت أثراً كبيراً لدى الجمهور.
إرث فني وإنساني
تميّز الراحل بالانضباط والاحترافية، وكان يحظى بتقدير زملائه واحترام جمهوره. شارك في العديد من الإنتاجات الوطنية، وأسهم في تكوين أجيال من الفنانين، محافظاً على التزامه الفني والأخلاقي حتى آخر أيامه.
حزن مزدوج في الساحة الفنية
رحيل محمد الرزين بعد يومين فقط من وفاة عبد القادر مطاع، شكّل صدمة مزدوجة لعشّاق الفن المغربي، الذين فقدوا في أسبوع واحد اثنين من أبرز رموزه وأكثرهم تأثيراً في تاريخ الدراما والمسرح بالمغرب.