في قلب العاصمة الفرنسية، وتحت قبة قصر “لو غراند باليه” العريق، افتتحت مساء الخميس فعاليات مهرجان الكتاب بباريس 2025. حيث حظي المغرب بمكانة استثنائية كـضيف شرف لهذه الدورة، وسط حضور دبلوماسي وثقافي وازن، ورسائل محبة متبادلة بين ضفتي المتوسط.
“فخر واعتزاز”، بهذه الكلمات عبّر محمد المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، عن مشاعره خلال كلمته الافتتاحية. مؤكدًا أن المغرب اليوم لا يقدّم فقط أدبه، بل يقدّم روحه وثقافته وتاريخه الغني للعالم. وأضاف أن هذه المشاركة تأتي في إطار “علاقة صداقة عميقة ومتجددة بين المغرب وفرنسا”. علاقة تمتد من ضفاف المتوسط إلى آفاق المستقبل المشترك.
“البحر”، شعار الدورة، لم يكن اختيارًا اعتباطيًا. بل كما قال الوزير: “هو أحد الروابط الرمزية بين بلدينا، يختزن الذاكرة والأساطير. كما يحمل في أعماقه تطلعاتنا الجماعية نحو الغد.”
من جانبها، أثنت وزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي على غنى المشهد الأدبي المغربي وتنوع أصواته. مؤكدة أن “الكتب تخلق الجسور بين الأمم، وأن العلاقة بين المغرب وفرنسا تبنى منذ عقود على الكلمة، والحرف، والحوار المستمر”.
أما مدير المهرجان، بيير-إيف بيرونجيه، فقد وصف التعاون مع المغرب بـ”المثمر”، مبرزًا قيمة الأصوات المغربية التي تتجاوز الحدود والأنواع الأدبية، وتقدَّم من خلال برنامج متنوع يضم لقاءات أدبية، قراءات، معارض، وفضاءات مخصصة للأطفال.
وشهدت مراسم الافتتاح حضور شخصيات دبلوماسية وثقافية رفيعة، من بينها السفيرة المغربية في فرنسا سميرة سطايل، وسفير المملكة لدى اليونسكو سمير أضهار، إلى جانب مسؤولين فرنسيين وفاعلين في المشهد الأدبي العالمي.
وقد استكملت الأمسية بافتتاح الجناح المغربي، الذي شكّل فضاءً نابضًا بالحياة. يعرض أبرز إبداعات الأدب المغربي بلغاته الثلاث: العربية، الأمازيغية، والفرنسية، ويجسّد بذلك ثراء وتعدّد الهوية المغربية.
وتستمر فعاليات المهرجان حتى الأحد، حيث ينتظر أن يكون الجناح المغربي محطة بارزة للحوار الثقافي وتبادل التجارب. مؤكّدًا أن الكتاب المغربي اليوم لم يعد فقط محليًا، بل صار عالميًا، يبحر بثقة نحو قرّاء من مختلف الثقافات واللغات.