يُعتبر الماء أساس الحياة ومفتاح سلامة الجسد والعقل، فهو يشكّل أكثر من نصف وزن الإنسان، ويشارك في كل العمليات الحيوية داخل الجسم، من تنظيم الحرارة والهضم إلى تنقية السموم وترطيب الخلايا. غير أن الفائدة لا تكمن في الكمية فقط، بل في جودة الماء ونقائه.
ما المقصود بالماء الصحي؟
الماء الصحي هو الماء النقي الخالي من الشوائب والملوثات، والغني بالمعادن الضرورية مثل الكالسيوم والمغنيسيوم والبوتاسيوم. هذه العناصر تمنح الماء طعماً متوازناً وتدعم صحة العظام والعضلات والأعصاب.
ويؤكد خبراء التغذية أن الاعتدال هو الأساس؛ فارتفاع نسبة الأملاح المعدنية يرهق الكليتين، بينما نقصها الشديد يحرم الجسم من معادن ضرورية للحيوية.
كيف نختار الماء المناسب للشرب؟
تختلف أنواع المياه في تركيبها وجودتها، لذا يُنصح بالاختيار وفق المصدر والتحليل المعدني:
• الماء المعدني الطبيعي: يُستخرج من الينابيع الجوفية ويحتوي على توازن طبيعي من المعادن، وهو الأفضل للشرب اليومي.
• الماء المقطّر أو المنقّى: يخلو تقريباً من المعادن، ويمكن شربه أحياناً مع الحرص على تعويض المعادن عبر التغذية.
• ماء الصنبور: يُستعمل فقط إذا ثبتت صلاحيته وخلوه من البكتيريا والرصاص، مع إمكانية استخدام فلاتر منزلية موثوقة.
علامات تدل على أن الماء غير صحي
• طعم معدني أو مالح قوي.
• رائحة كلور أو صدأ.
• عكارة أو ظهور رواسب في القنينة أو الكأس.
عند ملاحظة أي من هذه العلامات، يُستحسن التوقف عن استهلاك الماء فوراً واختيار مصدر أكثر أماناً.
كم يحتاج الجسم من الماء يومياً؟
تختلف الكمية بحسب السنّ، النشاط، والطقس، لكن المعدل العام هو 8 إلى 10 أكواب يومياً.
ويُفضل شرب الماء على دفعات متفرقة خلال اليوم، وزيادة الكمية في الأجواء الحارة أو أثناء التمارين الرياضية.
نصائح لشرب الماء بطريقة صحية
• ابدئي صباحك بكوب ماء فاتر قبل الفطور لتنشيط الجهاز الهضمي.
• اشربي الماء قبل الوجبة بنصف ساعة لدعم الهضم.
• قللي من شرب كميات كبيرة أثناء الأكل حتى لا تُخفَّف العصارات الهضمية.
• احملي دائماً زجاجة ماء قابلة لإعادة الاستخدام لتذكيرك بالشرب المنتظم.
ختاماً الماء ليس مجرد حاجة بيولوجية، بل هو ركن أساسي للحيوية والتوازن الداخلي. فاختيار ماء نظيف ومعتدل التركيب وشربه بانتظام ينعكس على صحة الجسد، صفاء البشرة، ونقاء الذهن.
اشربي الماء بوعي، فكل جرعة منه استثمار في حياتك.