انطلقت مؤخرًا على القناة الأولى “بطولة الجماهير”، البرنامج الأسبوعي الذي يُبث كل أحد على الساعة الثامنة مساءً، مع إعادة على القناة الرياضية في العاشرة ليلاً. هذا العمل الإعلامي المبتكر، الذي يُقدمه الفنان والإعلامي ربيع القاطي، يتجاوز مفهوم المسابقات الرياضية التقليدية، ليقدم رؤية جديدة تجمع بين الترفيه، الثقافة، ومحاربة الشغب في الملاعب.
البرنامج يسلط الضوء على جمهور الكرة المغربية، من خلال منافسات معرفية بين مشجعي الأندية الوطنية، تُختبر فيها معلوماتهم الرياضية والثقافية، في قالب تحفيزي يعزز التفكير النقدي ويكرّس قيم الاحترام والسلام داخل الفضاءات الرياضية.
ربيع القاطي: الوجه الإعلامي الذي صنع الفارق
يُعد ربيع القاطي أحد أسرار نجاح البرنامج، بفضل أسلوبه التلقائي الذي يمزج بين الجدية وخفة الظل، وقدرته على إدارة النقاشات بذكاء يراعي حساسية بعض المواضيع كالشغب والتعصب. لم يكن القاطي مجرد مقدم، بل شريك فعلي في خلق تجربة تفاعلية مع الجمهور، مما جعل كل حلقة تحمل طابعًا إنسانيًا واجتماعيًا فريدًا.
منصة للتثقيف الرياضي وتغيير العقليات
أبرز ما يميز “بطولة الجماهير” هو رسالته التربوية الهادفة، حيث يسعى إلى إعادة تشكيل علاقة المشجع بفريقه، بعيدًا عن التعصب والانفعال، نحو وعي أعمق بمفاهيم الروح الرياضية والانتماء الإيجابي. فقرات البرنامج لا تقتصر على الأسئلة والمنافسات، بل تشمل لحظات تركّز على نشر قيم التسامح، والتقريب بين جمهور الفرق المتنافسة.
من الرياضة إلى المشروع المجتمعي
رغم أن البرنامج يُعرض على قناة رياضية، إلا أنه يتجاوز الإطار الرياضي ليقدم مشروعًا اجتماعيًا يحمل رؤية طموحة لبناء جمهور رياضي ناضج ومسؤول. وقد استطاع أن يثير نقاشًا إيجابيًا في الأوساط الإعلامية والجماهيرية حول دور المشجع في دعم الرياضة كأداة للارتقاء بالسلوك المدني.