أدى الانتشار الواسع للتكنولوجيا إلى تطور غير متوقع. حيث أصبحت الأداة التي كانت تستخدم لتعزيز التواصل والابتكار وسيلة لنشر العنف الميسر بالتكنولوجيا (VBGFT) ضد النساء . حسب إحصائيات حديثة نشرتها المندوبية السامية للتخطيط بمناسبة اليوم العالمي للمرأة لعام 2023 19% من العنف ضد النساء في المغرب يرتكب عبر الإنترنت . وترتفع النسبة إلى 34% بين الشابات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 15 و19 عامًا. هذه الأرقام تسلط الضوء على واقع خطير يتطلب استجابة فورية وشاملة.
عواقب وخيمة وتأثيرات مقلقة:
يشكل العنف الرقمي ضد النساء تهديدًا مباشرًا للصحة النفسية و الجسدية للضحايا، و يمتد ليؤثر على أمنهن وحقوقهن الأساسية .
حملة “خارج السيطرة” لمكافحة العنف الرقمي:
انطلقت حملة “خارج عن السيطرة” ، بمناسبة حملة الـ16 يومًا من النشاط لمناهضة العنف ضد النساء والفتيات و تهدف هذه الحملة إلى :
– توعية المجتمع: تسليط الضوء على معاناة النساء والفتيات الناجيات من العنف الرقمي وإبراز أبعاده الخطيرة.
– الدعم والمناصرة: توفير الدعم للناجيات من هذا النوع من العنف مع زيادة الوعي حول عواقبه.
– التعاون البحثي والبياني: تعزيز البحث وجمع البيانات لفهم أشكال العنف الرقمي وأثره على المجتمع.
– تطوير سياسات عامة: الدفع نحو سياسات تأخذ النوع الاجتماعي بعين الاعتبار وتوفر الحماية والخصوصية لهن في العالم الرقمي.
في الختام العنف الرقمي ليس مجرد قضية نسائية؛ بل هو تحدٍ اجتماعي واقتصادي يؤثر على المجتمع ككل. يجب أن تتحد الجهود من الأفراد إلى المؤسسات لضمان أن يصبح العالم الرقمي بيئة آمنة وشاملة تدعم التقدم والازدهار، بدلاً من أن يتحول إلى ساحة للعنف. لنكن جميعًا جزءًا من الحل، ولنعمل سويًا على بناء فضاء رقمي يحترم حقوق الإنسان ويعزز المساواة والعدالة الاجتماعية.