أثبتت دراسة علمية أن الأزواج الذين يتحاورون ويتصارحون في كل شيء، يعد زواجهم سعيدا وناجحا بنسبة 62%.
تقول أسماء، 39 سنة متزوجة منذ 15 سنة وأم لطفلين: “عندما نتكلم عن الحوار الزوجي نتحدث عن مؤسسة الزواج، وما تفرضه من انصهار بين شخصيتي الشريكين معا، ومن خلال تجربتي الشخصية يمكن القول إننا أصبحنا شخصا واحدا، بحيث لم نعد نحتاج إلى كثير من التفصيل في الحوار في ما بيننا، إذ تكفينا الإشارة للتفاهم”، وتضيف أسماء قائلة: «ما يميز حوار الأزواج عن غيرهم هو ما تحدثت عنه, وكما يقال بالدارجة المغربية “هو يبركم وأنا نفهم”، حيث تغيب الكلمات وتحل محلها لغة الإشارة والعيون. وتسترسل أسماء موضحة: “هكذا هي الحياة الزوجية، فالحوار الزوجي فيها لا يقتصر على شكل محدد ولا أسلوب معين بذاته »..
أما رضوان، متزوج وأب لطفل واحد فيصرح قائلا: «في نظري هناك اختلاف في مسألة الحوار بين الشريكين قبل وبعد الزواج”، يوضح باسما: “يحضرني الآن ما كنت عليه خلال فترة الخطوبة، حيث كنت كثير الكلام في كل مرة ألتقي فيها خطيبتي, حتى أنني كنت في بعض الأحيان أهيئ حواري معها، وأنتقي من العبارات والكلمات المناسبة، ما يجعلني في نظرها الزوج المثالي، وهذا طبيعي لأنني لا أريد أن أفقد شريكتي، وذلك بخلاف زوجتي التي كانت قليلة الكلام، أما بعد الزواج فقد انقلبت الآية وأصبحت أميل للصمت بحكم انشغالاتي المهنية وثقل أعباء الحياة، أما زوجتي فأصبحت تتكلم دون حسيب ولا رقيب، ما يؤجج خلافاتنا أحيانا.
وعن أدبيات وحدود الحوار بين الزوجين، يجيب عبد المجيد، 58 سنة، أب لخمسة أطفال: “ليست للحوار حدود. والزواج الناجح، في نظري، يقوم على الصراحة والتفاهم المتبادل بين الطرفين. وتجربتي الشخصية، أثبتت أن حل الخلافات بين الزوجين دون إدخال طرف ثالث تؤدي إلى حل المشاكل بشكل جذري، بخلاف المشاكل التي يتدخل فيها الأهل والأصدقاء، والتي غالبا ما تؤدي إلى تعميق وتأجيج الخلافات”.
من جهته يقول يوسف، شاب غير متزوج قائلا: “أعتقد أن الحوار بين الزوجين مفتاح نجاح العلاقة الزوجية، التي تتطلب استمراريتها الانسجام والتناغم، التفاهم والمودة”. ويرى يوسف أن الحوار لا يغيب عن أي علاقة زوجية، بل يوجد داخلها، لكن يختلف بين الإيجابي والسلبي، فالأول ـ حسب تعبيره ـ ينبني على الصدق واحترام وجهات النظر واحترام الخصوصيات النفسية والشكلية لكل طرف، وخلق توازن بين لغة العقل ولغة القلب، والثاني تغلب عليه لغة الاستفزاز، ومقارنة تصرفات الزوج بتصرفات الزوجة أو العكس.
في حين تقول سكينة: ”أظن أن أي علاقة دونما حوار أو نقاش لا يمكن أن تستمر بأي حال من الأحوال، ويبقى على الزوجين تدبير خلافاتهما وحواراتهما بإتباع طرق الحوار الفعال، كاحترام رأي الطرف الآخر، والإصغاء الجيد، واحترام رغبات الطرف الآخر، وعدم رفع الصوت، فضلا عن الابتسامة الدائمة، والتنازل أحيانا “.