بعد أكثر من خمسة عقود من الغموض، نجحت شرطة ولاية إنديانا في كشف لغز جريمة قتل في إنديانا تعود إلى عام 1972، باستخدام تقنيات الحمض النووي والأنساب الجينية.
رحلة لم تكتمل
في مساء 7 يوليو 1972، غادرت فيليس بايلر، البالغة من العمر 26 عامًا، مدينة إنديانابوليس برفقة طفلتها الصغيرة. متجهة نحو منزل والديها في بلفتون. استقلّت سيارة مستعارة وانطلقت عند الثامنة مساءً، لكنها لم تصل أبدًا.
عند الساعة 10:30 صباح اليوم التالي، عثر على السيارة متروكة على الطريق السريع I-69 في مقاطعة غرانت. وكان غطاء المحرك مرفوعًا دون وجود أي أثر للركاب.
الجثة في الخندق
بعد ساعة من العثور على السيارة، اكتشفت امرأة جثة فيليس في خندق قرب طريق ريفي بمقاطعة ألين. فيما كانت طفلتها ذات الثلاث سنوات إلى جانبها دون أن تصاب بأي أذى. أظهر التشريح أن الضحية قتلت بطلق ناري وتعرضت لاعتداء جنسي.
تقرؤون أيضا : بعد عقود من المطاردة .. العلم ينهي لغز قاتل ليلة السبت
تقدم علمي يحل عقدة القضية
في سبعينيات القرن الماضي، لم تكن تقنية تحليل الحمض النووي متاحة. ومع مرور السنوات، نجح فريق القضايا الباردة في تطوير ملف DNA جزئي استُخرج من ملابس الضحية، ما أدى إلى استبعاد المشتبه به الرئيسي.
وفي عام 2024، وبفضل التقدم العلمي، تمكن مختبر شرطة الولاية من استخراج ملف DNA أكثر دقة. بعد ذلك، بدأ المحققون التعاون مع شركة “Identifinders International” المتخصصة في علم الأنساب الجيني، ما أتاح تحديد هوية القاتل مطلع عام 2025.
هوية القاتل: فريد لينيمان
أكّدت النتائج أن فريد ألين لينيمان، من سكان ميشيغان والبالغ من العمر 25 عامًا حينها، هو المسؤول عن جريمة القتل في إنديانا. ورغم أنه لا توجد علاقة معروفة بينه وبين فيليس، إلا أن سجله الإجرامي كان حافلًا.
لينيمان قُتل لاحقًا في ديترويت عام 1985، ما حال دون محاكمته. لكن سلطات مقاطعة ألين أكدت أنها كانت ستوجّه له تهمة القتل لو كان على قيد الحياة.
العدالة لا تسقط بالتقادم
قالت مؤسسة الشركة، كولين فيتزباتريك: “هذه الجريمة مثال آخر على جرائم لم تكن لتحلّ لولا علم الأنساب الجيني الجنائي”. وأضافت أن القضية تُمثّل انتصارًا لعائلة الضحية بعد سنوات من الانتظار.
وأكدت شرطة الولاية أن هذا النجاح يعكس التزامها بتحقيق العدالة لعائلات الضحايا، مهما طال الزمن.