استيقظت مدينة الإسماعيلية المصرية على واحدة من أبشع الجرائم التي ارتُكبت بين أطفال في عمر الزهور. طفل لم يتجاوز الثالثة عشرة، أقدم على قتل زميله في المدرسة، ثم تقطيع جثمانه إلى أشلاء. متأثراً بمشاهد فيلم أجنبي جعلت من العنف فعلاً عادياً ومن الدم مشهداً مألوفاً.
تفاصيل الجريمة
بدأت المأساة حين أبلغت أسرة الطفل الضحية، البالغ من العمر 12 عاماً، عن اختفائه بعد خروجه من المدرسة في منطقة المحطة الجديدة. وبعد ساعات من البحث والقلق، عثر على أكياس بلاستيكية ملقاة بجوار أحد المولات الشهيرة في المدينة، لتكشف الفحوص الجنائية أنها تحتوي على أشلاء بشرية لطفل.
التحريات التي قادتها أجهزة الأمن قادت سريعاً إلى الجاني: صديق الضحية وزميله في الفصل، الذي اعترف بعد انكار بارتكاب الجريمة داخل منزله مستخدماً عصاً خشبية ومنشاراً كهربائياً، في مشهد مروّع استوحاه من فيلم أجنبي شاهده .
غضب مجتمعي وأسئلة مؤلمة
اعترافات الطفل الجاني صدمت المحققين، إذ أوضح أنه تشاجر مع صديقه بسبب خلاف بسيط، فاستعاد ما رآه ، وقرر “التنفيذ”. جريمة بهذا القدر من العنف، وبيد طفل في الثالثة عشرة، فتحت نقاشاً واسعاً حول التأثير الخفي للأفلام و السينما الدموية، وغياب الرقابة الأسرية في ظل انشغال الأهل بعالمهم الرقمي.
خلفية نفسية مضطربة
بحسب شهادات الجيران، يعاني الطفل الجاني من اضطرابات سلوكية منذ فترة، بعد انفصال والديه وزواج والدته من عمه، وهو ما ترك أثراً نفسياً عميقاً بدا واضحاً في تصرفاته الغريبة وانعزاله عن محيطه. وأشارت التحريات إلى أنه كان مهووساً بأحد الأفلام الأجنبية التي تتضمن مشاهد عنف قاسية، واستوحى منها طريقة تنفيذ جريمته.
مأساة جيل ضائع بين الواقع والافتراض
هذه الجريمة ليست مجرد حادث فردي، بل ناقوس خطر يقرع بشدة،يكشف هشاشة الوعي لدى جيل تربّى على مشاهد العنف الافتراضي. دون إدراك للفصل بين “التمثيل ” و”الواقع ”.
طفل واحد فقد حياته، وآخر فقد طفولته ومستقبله، في مأساة تعيد طرح السؤال الأهم: من يراقب ما يشاهده أبناؤنا؟