في الأيام القليلة الماضية، اهتزت مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب بعد انتشار فيديو صادم يظهر شخصًا مسنًا يعنف امرأة وطفلتها الصغيرة. وفقًا للروايات المتداولة، كان السبب وراء هذا المشهد المؤلم هو عجز المرأة عن دفع مبلغ الإيجار المتراكم.
إذا كانت هذه القصة انتهت بمشاهد تعنيف مؤلمة، فإن قضية مماثلة في نيويورك تحولت إلى جريمة قتل مروعة. عندما دفع نزاع حول الإيجار إحدى المستأجرات لارتكاب جريمة هزت المجتمع بأسره.
جريمة تهز نيويورك
في صباح يوم 14 يناير 2025، ذهب خوسيه بورتيو، مشرف مبنى في حي كيو جاردنز هيلز بنيويورك، إلى شقة المستأجرة ساندا كوتو-نافارو لتحصيل إيجار متأخر. لم يكن يعلم أن هذا اللقاء سيكون الأخير في حياته.
وفقًا لما جاء في التحقيقات، بورتيو لم يعد إلى عمله أو منزله مما أثار قلق زملائه ، ودفعهم لإعلام الشرطة. وعندما وصلت الشرطة إلى شقة كوتو-نافارو، كانت تنتظرهم مفاجأة صادمة: جثة بورتيو ملفوفة في أكياس قمامة وملابس، ومخبأة تحت السرير. مع آثار دماء ورائحة قوية للمبيض في المكان.
تقرؤون أيضا : جاك فاهري قتل مراهق ثم حول جريمته إلى أغنية راب
تفاصيل الجريمة المروعة
كشف تقرير الطبيب الشرعي أن الضحية تعرض لإصابات قاتلة في الرأس، بالإضافة إلى وضع كيس بلاستيكي على رأسه مما تسبب في اختناقه. كما أصيبت جثته بجروح حادة بعد الوفاة، في محاولة واضحة من الجانية لإخفاء هويته.
ادعت كوتو-نافارو، البالغة من العمر 48 عامًا، أنها دفعت لبورتيو مبلغ 23,000 دولار وغادر شقتها، لكن كاميرات المراقبة نفت هذه الرواية، حيث لم تظهر الضحية يغادر الشقة أبدًا.
العدالة تأخذ مجراها
تم القبض على كوتو-نافارو في مسرح الجريمة ووجهت إليها تهم القتل من الدرجة الثانية، والتلاعب بالأدلة، وحيازة سلاح. وإذا أدينت، فقد تواجه السجن مدى الحياة.
تشابه بين القضيتين
الحادثتان، رغم بعد المسافة بينهما، تكشفان عن القاسم المشترك بينهما: الضغط النفسي والاجتماعي الذي يمكن أن يؤدي إلى نتائج كارثية عندما يتجاوز النزاع حدوده الطبيعية. سواء كان في حي مغربي أو في مدينة نيويوركية.
ختاما من مشهد العنف المؤلم في المغرب إلى جريمة القتل البشعة في نيويورك، يبقى السؤال: كيف يمكن لمجتمعاتنا أن تتجنب تحول النزاعات اليومية إلى مآس إنسانية؟ الحل يكمن بالتأكيد في تعزيز قيم الحوار والتفاهم . دمتم سالمين