ظهر فصل جديد من الاحتيال الرقمي مستهدفًا آلاف الضحايا مستخدمًا هذه المرة اسم الأميرة “ليونور”، وريثة العرش الإسباني البالغة من العمر 19 عامًا . رغم عدم امتلاكها لأي حساب رسمي على مواقع التواصل الاجتماعي. تمكن محتالون من خلق عشرات الحسابات المزيفة على منصات مثل “تيك توك”، مستغلين اسمها وصورتها لتنفيذ عمليات نصب محكمة.
تفاصيل عملية الاحتيال
بدأت القصة عندما أنشأ محتالون حسابات تنتحل شخصية الأميرة ليونور، معتمدين على جمالها ومكانتها الملكية لجذب آلاف المتابعين. زعمت هذه الحسابات المزيفة أن الأميرة تقدم جوائز مالية ضخمة بدافع التبرع لمساعدة المحتاجين. وكانت الخدعة تعتمد على طلب مبالغ صغيرة كتبرعات أولية، مع وعود بربح جوائز مالية ضخمة قد تتجاوز قيمة التبرع بعشرات المرات.
لكن الحقيقة كانت بعيدة كل البعد عن هذه الوعود. بعد أن يرسل الضحايا تبرعاتهم، تبدأ مطالب جديدة ،مثل دفع رسوم إدارية أو ضرائب إضافية، تحت ذريعة استكمال إجراءات تحويل الجوائز. والأدهى من ذلك، استخدم المحتالون الذكاء الاصطناعي لتقليد صوت الأميرة ليونور، مما زاد من مصداقية الحسابات المزيفة، وأوقع المزيد من الضحايا في الشرك.
قصص ضحايا وقعوا في الفخ
من بين الضحايا كانت امرأة من غواتيمالا تدعى خوانا كوبو، تبلغ من العمر 39 عامًا، تلقت رسالة عبر “تيك توك” تزعم أنها فازت بجائزة قدرها 100,000 دولار. طلب منها دفع ضريبة قدرها 1,000 دولار لاستلام الجائزة، لكنها لم تحصل سوى على صدمة فقدان مدخراتها.
وفي حادثة مشابهة، استغل محتالون الذكاء الاصطناعي لتقليد أصوات مشاهير آخرين مثل الممثل الأميركي براد بيت. مما أدى إلى خداع امرأة فرنسية وسرقة أكثر من 830 ألف يورو منها بعد علاقة مزيفة عبر الإنترنت.
تقرؤون أيضا : باسم براد بيت محتال يستولي على 850 ألف دولار من امرأة فرنسية
كيف نجح الاحتيال؟
يعتمد المحتالون على عناصر نفسية مثل الثقة بالجمال والسلطة، بجانب تقنيات حديثة مثل الذكاء الاصطناعي لتقليد الأصوات. كما أن استخدام منصات شائعة مثل “تيك توك” و”إنستغرام” ساعدهم على استهداف جمهور واسع، خاصة في دول أمريكا اللاتينية، حيث يكون الناس أكثر انبهارًا بالملكية الأوروبية.
تحذيرات للوقاية من الاحتيال
تدعو السلطات جميع المستخدمين إلى توخي الحذر والتحقق من مصداقية الحسابات قبل التفاعل معها. من المهم ملاحظة أن الشخصيات العامة عادة ما تعلن عن حساباتها الرسمية بوضوح، وأن أي وعود بجوائز مالية مقابل دفع رسوم أو تبرعات هي غالبًا محاولة نصب.
تظهر هذه الحوادث خطورة المزج بين الذكاء الاصطناعي والاحتيال الرقمي. بينما يفتح الذكاء الاصطناعي آفاقًا جديدة للابتكار، فإنه أيضًا يوفر أدوات قوية للمحتالين. لذلك يبقى الحذر والوعي هما السلاح الأهم لحماية أنفسنا من الوقوع ضحية لمثل هذه الخدع.