في قصة تبدو وكأنها مقتبسة من روايات الجريمة المثيرة، ألقت السلطات الكولومبية القبض على شابة تدعى كارين جوليت أوجيدا رودريغيز، المعروفة بلقب “الدمية”. كارين، التي تبلغ من العمر 23 عامًا، لم تكن مجرد شخصية عادية، بل قائدة شبكة قتل مأجور يشتبه في تورطها بجرائم هزّت منطقة سانتاندير.
كيف بدأت “الدمية” رحلتها في عالم الجريمة؟
ولدت كارين في مدينة بارانكابيرميخا، وهي منطقة معروفة بتشابكها مع عالم الجريمة المنظمة. منذ بلوغها سن الثامنة عشرة، انخرطت في هذا العالم المظلم، حيث استطاعت بذكائها وشخصيتها القيادية أن تصبح في غضون سنوات قليلة الساعد الأيمن لعصابة “لوس دي لا إم”، واحدة من أخطر العصابات في المنطقة.
تخصصت هذه العصابة في تجارة المخدرات وتنفيذ الاغتيالات. وكانت كارين تدير بعناية فائقة العمليات الأكثر تعقيدًا، معتمدة على مظهرها الذي لا يثير الشكوك وقدرتها على التخفي. كما كانت تغير من مظهرها باستمرار عن طريق صبغ شعرها أو ارتداء أزياء لا تعكس شخصيتها الحقيقية.
الجريمة التي فضحت “الدمية”
أحد أبرز الجرائم التي كشفت النقاب عن “الدمية” كان مقتل شريكها السابق، ديفي جيسوس المعروف باسم “الأذنين”. وفقًا للتحقيقات، اتصلت كارين به وطلبت مقابلته لحل نزاع مالي بينهما. لكن اللقاء كان كمينًا مدبرًا، حيث تعرض الضحية لهجوم مباغت من قِبل رجلين على دراجة نارية أطلقا عليه النار .
تم تنفيذ الجريمة بدقة لافتة، مما أثار انتباه الشرطة. وبعد تتبع الأدلة، تبين أن كارين هي العقل المدبر وراء العملية، وأنها استعانت بزميلتها المجرمة، المعروفة باسم “القاتلة السمينة”، لتنسيق الكمين والتأكد من تنفيذ المهمة بنجاح.
جرائم بشعة خلف وجه ملائكي
بعد القبض عليها، انتشرت صور “الدمية” على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أثارت جدلاً واسعًا. جذب مظهرها الجذاب الانتباه، ودفع البعض إلى مقارنتها بالممثلة أوبري بلازا أو بشخصيات قاتلات مأجورات من الأفلام والمسلسلات الشهيرة.
بينما ركزت بعض التعليقات على جاذبيتها، كان هناك من تساءل عن الكيفية التي استطاعت بها هذه الشابة استغلال مظهرها لخداع الجميع، حتى أصبحت شخصية بارزة في عالم الجريمة.
القبض عليها: نهاية عصر “الدمية “؟
ألقت الشرطة القبض على كارين في عملية مداهمة شملت أيضًا شركاء آخرين في العصابة، من بينهم رجل يدعى “ليوبولدو” وامرأة تعرف باسم “القاتلة السمينة”. وصادرت الشرطة أسلحة نارية ووسائل أخرى استُخدمت في تنفيذ العمليات.
صرّح المسؤولون أن القبض على “الدمية” يمثل خطوة كبيرة نحو تفكيك شبكة “لوس دي لا إم”، التي تتصارع مع عصابات أخرى للسيطرة على تجارة المخدرات في المنطقة.
ماذا بعد؟
على الرغم من القبض عليها، تظل العديد من الأسئلة بلا إجابة. كم عدد الضحايا الذين أزهقت أرواحهم بأوامر “الدمية”؟ وهل كانت هناك دوافع أخرى وراء جرائمها غير المال والسيطرة؟
تعطي قصة كارين جوليت أوجيدا رودريغيز، المعروفة بـ”الدمية”، درسًا قاسيًا عن خطورة الانخراط في عالم الجريمة، وكيف يمكن أن تخفي الوجوه الجميلة أسرارًا قاتلة. ربما تكون هذه نهاية “الدمية “، لكن صدى جرائمها سيظل يتردد لفترة طويلة في كولومبيا وخارجها.