تعاني أمهات الأطفال المصابين بداء السكري ، من القلق والخشية حول ما يأكلون وما يشربون، خاصة أنهم أطفال يصعب كبح جماحهم أو ردعهم عن الاكل، عزيزة لكميحي، أخصائية التغذية والحمية تقربنا أكثر من أسس تغذية هؤلاء الأطفال وخطوات التعامل معهم.
هل الحمية هي الحل الوحيد لهؤلاء الأطفال؟
داء السكري يعتبر من أكثر الأمراض المزمنة التي تصيب الأطفال، ويحدث بسبب عدم إفراز البنكرياس لمادة الأنسولين التي تقوم بتنظيم مستويات السكر في الدم. فعلاج داء السكري عند الأطفال يتركز على ثلاثة محاور أساسية: الأنسولين، الحمية الغذائية، والرياضة. والحمية الغذائية تلعب دورا مهما في علاج المرض لضبط مستويات السكر لتجنب المضاعفات. إلا أن هذه الحمية يجب أن تكون أسلوب حياة ونمط عيش، ليتمتع الطفل بحياة طبيعية لا تختلف عن حياة الأطفال الآخرين. كما يجب أن تكون صحية ومتوازنة وكافية لنمو الطفل، وأن تحتوي على جميع العناصر الغذائية المهمة، حيث إن الاحتياجات الغذائية يجب أن تكون متناسبة مع كمية الأنسولين.
كيف يجب أن تتعامل الأسرة مع الطفل المصاب بداء السكري؟
من الطبيعي أن يشعر الأهل بالقلق عند إصابة طفلهم بداء السكري، فسكري الأطفال يحتاج الكثير من الاحتياطات التي تمكن الأسرة من تنظيم الحياة اليومية للطفل، بحيث يشعر بأنه لا يختلف في شيء عن باقي الأطفال، وأن عليه أن يتعايش معه.
على الآباء والأمهات أن يكونوا أكثر دراية بالمرض وعن طبيعة نفسية الطفل المريض، فعقليته غير الناضجة لا تستوعب عدم قدرته على تناول كل أنواع الطعام وخاصة الحلويات، لهذا يجب أن نعلمه أن يتقبل مرضه بصدر رحب، و أن يعتبره اختلافا بسيطا في نظام الجسم، ويجب أن نهيئه نفسيا قبل أن نعطيه الحقنة، وأن نحتمل عصبيته، وأن يتعاملوا مع الطفل المصاب بداء السكري بطريقة طبيعية مع مراعاة حالته النفسية.
يجب على الأسرة أن تهتم بتوعية الطفل بمرضه، وأن الابتعاد عن السكريات السريعة هو الطريق إلى العيش حياة طبيعية.
بعض النصائح والإرشادات للتعامل مع المرض لدى الطفل الصغير؟
ننصح دائما أسرة المريض باستشارة الطبيب أو أخصائي التغذية، لمعرفة ما أمكن عن المرض، لأن المعرفة أساس القوة، ومعرفة أعراض نقص وارتفاع نسبة السكر في الدم، وتعلم كيفية إعطاء حقنة الأنسولين، ومن المهم جدا أن يتعلم الأطفال كيفية التعرف على مؤشرات وأعراض نقص سكر الدم حتى يتمكنوا من التصرف بسرعة.
ومن الأمور الرئيسية والأساسية هي تعليم الأطفال كيفية اختيار نوعية الأطعمة الصحية والمفيدة كالخضروات والفواكه، تحديد نوع وكمية الطعام المتناول، واتباع الطرق الصحية في تحضير الوجبات، بحيث يكون الغذاء متكاملا ومتوازنا ومتنوعا.
في حالة الأكل خارج المنزل، نحاول اختيار الأطعمة الصحية للطفل كالطعام المشوي بدلا من المقلي، وتجنب العصائر والمشروبات الغازية، لأنها مليئة بالسكريات.