يعرف عالم الأطفال تغيرات كبيرة خاصة من ناحية الألعاب التي أصبحوا ينجذبون إليها وتستحوذ على عقولهم وطاقتهم وتركيزهم، مما يسبب لديهم نوعا من التشتت الذهني والابتعاد عن الواقع والانعزال بعيدا عن محيطهم.
وتعتبر الألعاب الالكترونية جزء من هذه الثقافة الحديثة، ويمكن أن تحتوي على سلوكيات غير لائقة للأطفال، من بينها العنف الذي أصبح يطغى على أغلب الألعاب وبالتالي يؤثر بشكل كبير على الأطفال فيصبحوا عنيفين بدورهم.
ويرى خبراء على أن الآباء والأمهات مطالبين بمراقبة أبنائهم، فالطفل أو المراهق يحتاج لإخراج كل ما لديه من طاقة بداخله من غضب وعنف لذلك يجد أن الألعاب الالكترونية العنيفة هي المتنفس لذلك.
ووفق دراسات فإن الألعاب التي تتوفر على أسلحة ورشاشات وحروب يساهم بشكل كبير على زيادة العنف لدى الطفل والمراهق، وربما الهدف من الألعاب هاته هو توليد طاقة العنف لدى هذه الفئة.
فالممارسين لهذه الألعاب غالبا ما يحاولون تقليد البطل أو اللعبة أو الشخصية التي كانوا يتقمصونها داخل اللعبة ليطبقوها في واقعهم من كراهية وحقد وغضب.
ويوصي الخبراء على أن الأسرة مطالبة إلى جانب المراقبة أن تعلم أبناءها معنى الخير والشر ومحاولة إعادة الطفل للواقع، وأضافت دراسة نشرها موقع “فيري ويل فاميلي” على أن هناك علاقة بين الممارسة المتكررة للألعاب العنيفة والعدوانية والسلوك العدواني لدى الطفل.
وأشارت دراسة أخرى إلى أن الألعاب المحتوية على العنف تؤثر بشكل أكبر على الأطفال الذين يعانون التوتر والغضب.
وفي عام 2011 أثبت دراسة بحثية، على أنه رغم تأثير ألعاب الحروب على سلوك الطفل فهي في نفس الوقت تحفز على السلوك العدواني نظرا لتكرار المشاهد.
وقدم خبراء عدة نصائح للأسرة من أجل تجنب وصول أطفالهم لمثل هذه الحالات بتشجيعهم على الرياضة وبناء علاقات صداقة صحية. وأن الأطفال يجب أن يلعبوا بمساحات مفتوحة رفقة من هم في سنهم، مع غرس حب القراءة والكتابة ومزاولة أنشطة متعددة.
كما على الأسر أن يبحثوا لأبنائهم على ألعاب تحتوي على روح التحدي والإرادة والإصرار على النجاح.