استفاق سكان حي البساتين بمكناس يوم السبت المنصرم على وقع جريمة مروعة هزّت مشاعر الجميع. حيث أقدم رجل في الأربعينات من عمره على قتل والدته المسنة داخل منزل الأسرة، مستعملًا أداة حديدية. في حادثة تحمل بين طياتها معاناة طويلة من الاضطرابات النفسية والإدمان على المخدرات.
تفاصيل الجريمة: لحظات رعب في منزل العائلة
في يوم مأساوي لن يمحى من ذاكرة الجيران، تحولت أجواء شهر رمضان الكريم إلى صدمة مدوية عندما سقطت الأم، البالغة من العمر 67 عامًا، مضرجة في دمائها في مطبخ منزلها بعد تلقيها ضربات قاتلة من ابنها. هذا الأخير كان قد اختفى عن الأنظار لمدة شهر قبل أن يعود إلى المنزل. حيث وقعت الجريمة مباشرة بعد عودته، وسط أجواء متوترة شهدها أفراد العائلة والجيران.
وبعد تنفيذ جريمته، فرّ الجاني من المنزل، محاولًا الاختباء عن أعين الشرطة، إلا أن تحركاته لم تدم طويلًا. حيث تمكنت المصالح الأمنية من تعقبه وإلقاء القبض عليه بعد ساعات قليلة، وسط ذهول السكان الذين لم يصدقوا ما حدث.
إدمان واضطرابات نفسية: هل كان يمكن تفادي الكارثة؟
بحسب شهادات الجيران، فقد كان الجاني يعاني من اضطرابات نفسية حادة بسبب إدمانه المزمن على المخدرات. حيث لاحظوا عليه تصرفات غريبة ومثيرة للقلق خلال السنوات الأخيرة. كما أفاد مقربون بأن والدته لم تتوقف يومًا عن محاولة علاجه. فكانت ترافقه إلى الأطباء أملاً في شفائه، لكن دون جدوى.
هذه الجريمة تسلط الضوء على معضلة خطيرة تتكرر في المجتمع المغربي، وهي غياب الرعاية الكافية للمرضى النفسيين الذين يشكلون خطرًا على أنفسهم وعلى محيطهم، خاصة في ظل صعوبة إقناع المرضى بتلقي العلاج اللازم.
تقرؤون أيضا :ذبح والديه قبل الإفطار.. جريمة تهز القليعة وتكشف مأساة الإهمال النفسي
متى ينتهي شبح الجرائم الأسرية؟
حوادث مشابهة تتكرر في مختلف المدن المغربية، مما يفرض تساؤلات ملحة حول مدى قدرة المجتمع على التعامل مع هذه الفئة، فهل ستدق هذه الجريمة ناقوس الخطر لزيادة التوعية بخطورة الأمراض النفسية أم أننا سنظل نسمع عن جرائم مماثلة في المستقبل؟
الأكيد أن هذه الحادثة لن تُنسى بسهولة، فقد فقدت أم حياتها على يد ابنها، وانهارت أسرة بأكملها بسبب مرض لم يجد من يحتويه قبل أن يتحول إلى فاجعة تهز القلوب.