تعددت أسباب الانتحار، البعض قد يعتبرها تافهة، ولا تستدعي أبدا أن ننهي حياتنا من أجلها، لكن تبقى قدرة التحمل لدى كل منا تختلف عن الآخر؛ غالبا ما نسمع خبر انتحار أحدهم ، إلا أنهم يتبادر إلى أذهننا سؤال حول ماهية الحالة النفسية التي وصل إليها المنتحر، والذي دفعته دون تردد إلى وضع حد لحياته. “لالة فاطمة” حاولت معرفة الأسباب التي جعلت هؤلاء المنتحرين يقدمون دون تردد على إنهاء حياتهم هربا من واقعهم الأليم.
يقول الدكتور عبد الرزاق وناس، أستاذ علم النفس بكلية الطب والصيدلة بالرباط بأنه لا يمكن الجزم نهائيا في حالات معينة، بأنه من يتم إنقاذهم من عملية الانتحار لن يعاودوا تجربة الانتحار مرة أخرى، خصوصا إذا لم يتلقوا العلاجات الضرورية، لذلك يتم التشديد على الأسر بضرورة مراقبة المريض مراقبة مشددة خلال عملية العلاج.
وقد اعتبر في تصريح خص به مجلة “لالة فاطمة”، بأن المنتحرين ينقسمون إلى عدة أنواع، فمنهم من حاول الانتحار بسبب اكتئاب مزمن، ومنهم بسبب قلق حاد أو هلوسة، والقسم الرابع بسبب لحظة غضب، وهذا الأخير نادرا ما يعيد تجربة الانتحار، مشيرا إلى أنه يتم تشخيص حالة المنتحر الذي من الضروري أن يظل تحت المراقبة الطبية مابين 12 و24 ساعة لتحديد حالته النفسية قبل أن يغادر المستشفى إذا لم يثبت بأنه مصاب بحالة اكتئاب حادة أو هلوسة، لأنه في تلك الحالة يتم نصح عائلة المريض بضرورة تكثيف جلسات العلاج النفسي له، مشيرا إلى أن للوسط العائلي مساهمة كبيرة ومهمة في خروج المريض من هذه الحالة، وتماثله للشفاء على اعتبار أنهم يزودوه بالدعم النفسي المطلوب لمواجهة مشاكله، بحيث يشكل هذا الدعم 30 في المائة في عملية شفائه.
كما أكد الدكتور وناس بأن هناك حالات انتحار يكون الهدف منها إثارة انتباه العائلة له، أو محاولة من المنتحر للوصول إلى غاية معينة من انتحاره أو للهروب من مواجهة ما، وفي الغالب هو من يطلب من المحيطين به إنقاذه بعد قيامه بعملية الانتحار.