أعلنت شرطة “بروكن آرو” بولاية أوكلاهوما عن العثور على جثث رودني شيبي (58 عامًا)، ولوغان شيبي (10 أعوام)، إضافة إلى جثة كلب العائلة. داخل منزلهم مساء الأربعاء في جريمة جديدة تعمّق جراح عائلة أمريكية عانت من مآسي متكررة . رغم أن الظروف المحيطة بالجريمة لا تزال قيد التحقيق، تشير المعلومات الأولية إلى أنها جريمة قتل تبعها انتحار. فيما لا تزال السلطات بانتظار التأكيد الرسمي لهوية الجثة الثالثة التي يرجّح أنها تعود إلى أليسا شيبي، ابنة رودني البالغة من العمر 20 عامًا.
مأساة جديدة بعد انقطاع الاتصال بابنته
الشرطة كانت في صدد تنفيذ أمر تفتيش بناءً على بلاغ تلقته من أقارب يقيمون خارج الولاية. أبلغوا عن انقطاع التواصل مع أليسا منذ نوفمبر الماضي. وعند دخول المنزل، لاحظت الشرطة وجود جثث الأب والابن والكلب. بينما لم تكتشف جثة أليسا على الفور بسبب الحالة “المزرية” التي وُجد عليها المنزل.
سلسلة من الوفيات في نفس العائلة
ليست هذه المأساة الأولى التي تطال العائلة، فقد سبق أن وضعت الأم، ليزا شيبي، حدًا لحياتها في نفس المنزل عام 2022. عن عمر ناهز 41 عامًا. وبعد خمسة أشهر فقط، قتلت والدتها ديان كاربنتر (56 عامًا) طعنًا على يد زوجها. الذي انتحر لاحقًا بعد مواجهة دامت أربع ساعات مع الشرطة.
مؤشرات متراكمة على تدهور نفسي واجتماعي
كشفت أقارب العائلة أن تدهور الأوضاع النفسية والاجتماعية كان واضحًا منذ سنوات، خاصة بعد وفاة ليزا. وذكرت باتي ويليامز، وهي من أقارب الضحايا، أن فيديو حديثًا صوّر داخل المنزل كشف عن غياب أدنى مقومات العيش الآدمي، دون مياه جارية، وسط أكوام من النفايات. وأضافت أن رودني كان يبدو قادرًا على التماسك في البداية، لكنه ما لبث أن عزل نفسه عن الجميع.
الضحية الصغير: طفل من ذوي التوحد
قال الجيران إن لوغان كان طفلًا مصابًا بالتوحد وغير ناطق، وكان يحب اللعب في الخارج ونشر فيديوهات على يوتيوب. وقد أثارت وفاته تعاطفًا واسعًا عبر وسائل التواصل، خاصة بعد إطلاق حملة تبرعات لتمويل جنازته وأخته.
مشاكل مالية تفاقم الوضع
تُظهر وثائق المحكمة أن العائلة كانت تواجه إجراءات حجز عقاري بسبب ديون تجاوزت 135 ألف دولار. وكانت المهلة القانونية لتسوية الوضع تنتهي في يونيو المقبل، ما يطرح تساؤلات حول حجم الضغوط التي كان يعيشها رب الأسرة قبل وقوع الجريمة.
ضاحية “بروكن آرو” تحت صدمة الجرائم الأسرية
ما يزيد من مأساوية هذه الحادثة، أنها تأتي ضمن سلسلة جرائم أسرية شهدتها نفس الضاحية خلال العامين الماضيين. فقد سجلت المدينة عدة وقائع قتل تبعها انتحار، شملت أبًا قتل زوجته وابنه ثم أطلق النار على نفسه، وشابًا قتل ثلاثة من أفراد عائلته قبل أن ينتحر، بالإضافة إلى حادثة أليمة راح ضحيتها أب وأم وأطفالهما الستة في حريق تم تأكيده لاحقًا كمجزرة أسرية.
ارتفاع مقلق في ضحايا العنف الأسري
تشير بيانات صادرة عن مجلس مراجعة ضحايا العنف الأسري في أوكلاهوما إلى أن عام 2023 سجل أعلى حصيلة للضحايا المرتبطين بالعنف الأسري منذ بدء التوثيق في 2002، حيث تم تسجيل 122 ضحية في سنة واحدة فقط. وهي خامس سنة على التوالي يتجاوز فيها عدد الضحايا 100 شخص
هذه الحادثة تفتح من جديد النقاش حول أهمية رصد الأزمات النفسية والعائلية مبكرًا، وتحسين آليات التدخل الاجتماعي قبل أن تتحول المعاناة إلى مأساة.