لم تعرف مدينة نبروه بمحافظة الدقهلية المصرية هدوءًا منذ مساء أمس، بعد أن استفاقت على واحدة من أبشع الجرائم التي يمكن أن يتصورها عقل بشري. جريمة هزّت الضمائر قبل البيوت، بطلها أب تحوّل في لحظة إلى قاتل، فسلب الحياة من أطفاله الثلاثة، ووجّه طعنات غادرة إلى زوجته الثانية، ثم أنهى المشهد الدامي بانتحار مأساوي تحت عجلات قطار في مدينة طلخا.
تفاصيل الفاجعة
المتهم، ويدعى عصام عبد الفتاح العزباوي (38 عامًا)، ارتكب جريمته داخل شقته الكائنة خلف مدرسة الصنائع بنبروه.
• قتل أطفاله: مريم (12 عامًا)، معاذ (7 أعوام)، ومحمد (4 أعوام) خنقًا وطعنًا.
• وجّه نحو 16 طعنة إلى زوجته نجوى عبد العظيم مصطفى (35 عامًا)، صاحبة محل أدوات منزلية، لتُنقل في حالة حرجة إلى مستشفى الطوارئ الجامعي بالمنصورة. الأطباء أكدوا أن حالتها مستقرة بعد تدخل جراحي دقيق.

القاتل وما بعد الجريمة
في تصرّف أثار استغراب الجميع، نشر الأب صورة لأطفاله عبر صفحته على “فيسبوك”، مرفقة بآية قرآنية، قبل أن يغادر منزله ويتوجه إلى كوبري السكة الحديد الرابط بين المنصورة وطلخا، حيث ألقى بنفسه أمام القطار، ليسدل الستار على مشهد دموي لم يستوعبه الأهالي حتى الآن.

دوافع غامضة وأسئلة بلا إجابة
حتى هذه اللحظة، لا تزال دوافع الجريمة محاطة بالغموض. الجيران يؤكدون أن الرجل كان يعيش مع أبنائه بعد وفاة والدتهم الأولى، ولم تُعرف عنه خلافات حادة أو مشاكل علنية. لكن الحقيقة الوحيدة التي لا خلاف عليها أن أبًا اختار أن يقتل فلذات كبده وزوجته في جريمة تتجاوز حدود المنطق والعاطفة والإنسانية.
صدمة ورجاء
الجريمة لم تترك أثرًا في نبروه وحدها، بل هزّت مصر بأكملها. وسائل التواصل الاجتماعي امتلأت بصرخات غضب، تساؤلات عن غياب الوعي، ونداءات لإعادة الاعتبار إلى القيم الأسرية والدينية التي طالما شكّلت حصنًا منيعًا أمام الانهيار الأخلاقي.
في النهاية، لا يبقى أمامنا سوى الدعاء بالرحمة للأبناء الأبرياء، والصبر لأهاليهم، والشفاء العاجل للزوجة الناجية، على أمل أن تبقى هذه المأساة جرس إنذار يوقظ ضمير مجتمع بأسره.