تؤكد لبنى رشيد استشارية في العلاقات الزوجية أن غالبا ما تصاب الحياة الزوجية ببعض الملل والفتور والروتين الذي يزداد يوما بعد يوم، عندها لا ينتبه الزوجان له، ولا يعملان على التخلص منه حتى تصبح حياتهما مجرد واجب خال من المتعة والسعادة والراحة النفسية، ومع ازدياد المسؤوليات وتواجد الأبناء يصبح الزوج هاربا من البيت، باحثا عن السعادة خارجه، وتصبح الزوجة لا تطيق العيش مع زوجها وأسرتها.
وسط هذا الجو الكئيب يستسلمان للوضع الحالي بحجة أن الزواج هكذا، وأن جميع الناس يعيشون نفس الواقع، وآخرون يضطرون إلى العيش مع بعضها من أجل الأولاد فقط، فيتسلل حياتهما كثير من العلل التي تنعكس على نفسيتهما ونفسية أولادهما، ومع غياب السعادة الزوجية وعدم التفكير في حلول لإيجادها، مؤمنين بأنهما لم يعودا يفهما بعض يصبحان هشين من الداخل سريعا الوقوع في هوى مفاجئ شديد إما تجاه شخص ما، فيخونان بعضهما أو لشيء ما مثل الإدمان وغيره، وخصوصا إذا كان الوازع الديني غائبا، وهذا ما يسمى بنزوات الأزواج، ولهذا وجب عليهما أن يقيما وضعهما الحالي، وأن يكتشفا الخلل الحاصل في علاقتهما، ويعيدا بناء حياتهما الزوجية من جديد، ويحاولا بكل جهد أن يسكنا مع بعض، ويكونا أسرة سعيدة مرتاحة، ويتبنيا الكلمة الطيبة التي هي مفتاح القلوب وملطفة للأجواء وباعثة للسعادة والسرور، فيزداد الحب بوجودها مما يجعل كلا الزوجين لا ينتبه لسلبيات الشريك ويصبح لا يرى إلا إيجابياته ويسامحه ويتغاضى ويتغافل عن أخطائه، ويسعى من أجل إسعاد نفسه وزوجه وأسرته.
تجنب الغيرة القاتلة التي تولد الشك فالشخص الغيور تركيزه يكون منصبا على مراقبة تحركات شريكه ماذا يفعل؟ مع من يتكلم؟ ويصاب بهوس التفتيش في هاتفه وسيارته وملابسه وأي شيء خاصته.
كذلك نسيان الماضي ومسحه فلا فائدة من العودة إليه. إضافة إلى تهيئ أجواء رومانسية بينهما كل فترة، ثم تغيير ألوان الملابس والبيت، واعتماد الحوار البناء لمعرفة ماذا يريد كل طرف من الآخر، والاهتمام ببعضهما أكثر وأكثر على حسب طبيعة كل واحد منهما، وما هو الاهتمام بالنسبة له.
سعادتنا قرارنا، فبالتوكل على الله عز وجل والصبر والاستمرارية في تطبيق قواعد السعادة أكيد ستملأ بيوتنا.