استفاقت منطقة الحجاج في قضاء بيجي بمحافظة صلاح الدين العراقية على جريمةٍ مؤلمة هزّت الرأي العام العراقي. بعدما عثر على جثة عروس لم يمضِ على زفافها سوى يومين، وقد نحرت بآلةٍ حادة داخل مزرعةٍ قريبة من منزل عائلتها.

تفاصيل الجريمة
في صباح الرابع من أكتوبر الجاري، تلقت الأجهزة الأمنية بلاغاً يفيد بالعثور على جثة امرأة عشرينية تدعى بالأحرف الأولى (خ. ذ. أ). توجه فريق من شرطة بيجي ومكافحة الإجرام إلى موقع الحادث. حيث كشفت المعاينة الأولية عن آثار نحرٍ عميق في العنق، ما دلّ على أن الجريمة ارتكبت بدافعٍ شخصي.
بعد ساعاتٍ من التحقيق وجمع الأدلة، أعلنت قيادة شرطة صلاح الدين عن إلقاء القبض على المشتبه بها. وهي شقيقة زوج الضحية، التي اعترفت في التحقيقات الأولية بارتكاب الجريمة بدافع الانتقام والغيرة، إذ لم تتقبل زواج شقيقها من امرأة ثانية.

إجراءات أمنية سريعة
قائد شرطة المحافظة أوضح في بيانٍ رسمي أن فريقاً تحقيقياً خاصاً تولّى متابعة القضية منذ اللحظات الأولى. واستطاع تحديد هوية الجانية خلال وقتٍ قصير. وأشار البيان إلى أن المتهمة أحيلت إلى الجهات القضائية وفق المادة (406) من قانون العقوبات العراقي. التي تنص على عقوبة الإعدام أو السجن المؤبد في جرائم القتل العمد.
صدمة مجتمعية
الخبر أثار موجةً من الغضب والحزن في الأوساط المحلية، لا سيما أن الجريمة وقعت داخل أسرة واحدة. وجاءت بعد أيامٍ قليلة من مناسبةٍ يفترض أن تكون مليئة بالفرح.
سكان المنطقة وصفوا الحادث بأنه “طعنة في الضمير الإنساني”. مؤكدين أن مثل هذه الجرائم تكشف عن حاجة ملحّة لنشر ثقافة الوعي وضبط الغضب داخل الأسر العراقية.

ما وراء الحدث
رغم أن التحقيقات ما تزال جارية، فإن الجريمة تسلّط الضوء على تصاعد حالات العنف الأسري التي تشهدها بعض المحافظات. حيث تختلط العلاقات العائلية بالمشاعر المتوترة والغيرة، لتتحول أحياناً إلى مأساةٍ لا تحمد عقباها.
ويرى مختصون في علم الاجتماع أن هذه القضايا تتطلب تعزيز برامج التوعية المجتمعية، وتشجيع الحوار الأسري واللجوء إلى الوسائل القانونية لحل الخلافات بدلاً من الانجرار نحو العنف.
رحلت العروس في بداية حياتها الزوجية، وباتت قصتها درساً قاسياً عن الغيرة حين تتجاوز حدودها الطبيعية.
