هزّت جريمة مروعة أرجاء قرية بناويط التابعة لمركز المراغة شمالي محافظة سوهاج، بعدما عُثر على جثة طفلة تبلغ من العمر 3 سنوات داخل منزل مهجور، وعليها آثار تعذيب وحروق، في واقعة خلّفت صدمةً واسعة بين الأهالي، ودَفعت الجهات الأمنية إلى فتح تحقيق عاجل لكشف ملابسات الجريمة.
بلاغ واختفاء غامض
بدأت فصول المأساة مساء الإثنين 7 يوليو 2025، حين اختفت الطفلة “سجدة م.ح” بشكل مفاجئ عقب خروجها من منزل أسرتها لشراء الحلوى من أحد المحلات القريبة. لم تَعُد الصغيرة إلى بيتها، وسرعان ما انتشر خبر غيابها بين السكان الذين بدأوا في البحث عنها.
وفي مساء اليوم التالي، تلقى اللواء صبري صالح عزب، مدير أمن سوهاج، بلاغًا من مركز شرطة المراغة يُفيد بالعثور على جثة طفلة داخل منزل مهجور بقرية بناويط، فتوجهت قوة أمنية مرفوقة بسيارة إسعاف إلى المكان.
آثار عنف وجثة داخل منزل مهجور
بالمعاينة، تبين أن الطفلة “سجدة” لفظت أنفاسها الأخيرة بعد تعرضها للاعتداء، إذ وُجدت آثار حروق واضحة على جسدها نتيجة الكي بالنار، إضافة إلى علامات اختناق. ووفقًا لتحريات المباحث، فإن الجثة كانت داخل غرفة مهجورة بالقرب من منزل أسرتها، في ظروف تُشير إلى وجود شبهة جنائية.
فتاة قاصر وراء الجريمة
سرعان ما بدأت إدارة البحث الجنائي مراجعة الكاميرات وتفريغها، لتقود التحريات إلى الاشتباه في فتاة قاصر تبلغ من العمر نحو 13 عامًا، تعمل في محل سوبرماركت مجاور. وبالقبض عليها ومواجهتها، اعترفت بجريمتها أمام جهات التحقيق.
قالت الفتاة إنها كانت تمارس سلوكًا غير أخلاقي داخل “عشة طيور” فوق منزل أسرتها، وفوجئت بالطفلة الصغيرة تراقبها، فخشيت من افتضاح أمرها. في محاولة لإسكاتها، أقدمت على كتم أنفاسها وضربها بقوة حتى سقطت مغشيًا عليها. ثم لجأت إلى كي جسدها بالنار، في محاولة لإخفاء معالم الجريمة، قبل أن تلقي بها من سطح منزلها إلى سطح منزل مجاور.
كما اعترفت بأنها جردت الطفلة من ملابسها واحتفظت بمتعلقاتها داخل الغرفة الصغيرة ذاتها التي شهدت بداية الجريمة.
تحقيقات مستمرة ومصير مجهول
تحرّر محضر رسمي بالواقعة، وأحالت الجهات الأمنية القضية إلى النيابة العامة، التي باشرت تحقيقاتها بشكل عاجل، فيما تم نقل الفتاة إلى دار رعاية للأحداث على ذمة القضية، نظرًا لصغر سنها.
لا تزال التحقيقات مستمرة، وسط حالة من الذهول والحزن التي تُخيم على القرية، فيما يطالب الأهالي بإنزال أقصى العقوبات بحق المتهمة، رغم صغر سنها، معتبرين أن الجريمة تجاوزت كل حدود الفطرة والرحمة.
جريمة سجدة فتحت نقاشًا مؤلمًا حول الحاجة إلى مراقبة السلوكيات المنحرفة داخل المجتمعات المحلية، وضرورة تقديم الدعم النفسي والتربوي للأطفال والمراهقين، إلى جانب تشديد الرقابة الأسرية والمجتمعية، حتى لا تتكرر هذه الفواجع.