ليلة ثقيلة عاشتها جماعة أولاد يوسف بإقليم بني ملال. بعدما انتهى اعتصام الأربعيني بوعبيد، الذي ظل معتصمًا لأكثر من 18 يومًا فوق خزان مائي، بوفاته . في مشهد صادم تم توثيقه من طرف عدد من المواطنين ووسائل الإعلام الذين تابعوا الواقعة من مكان الحادث.
بوعبيد كان يحتجّ للمطالبة بفتح تحقيق في وفاة والده الجندي المتقاعد، التي اعتبرها غامضة. فاختار الاعتصام في مكان علني أثار منذ بدايته تعاطفًا واسعًا في صفوف الساكنة.
لكن مساء الجمعة، تطور الوضع بشكل خطير، حين تظاهر المعتصم بفقدان الوعي، ما دفع عناصر الوقاية المدنية إلى التدخل. وفور وصول أحد رجال الإنقاذ إلى أعلى الخزان، باغته بوعبيد بقضيب حديدي موجّهًا له ضربة على مستوى الرأس. ثم احتجزه لساعات داخل محيط الخزان، وسط ترقب أمني وشعبي متزايد.
لاحقًا، قام المعتصم بدفع رجل الوقاية من الأعلى، ليسقط على وسادة هوائية و ينقل إلى مصحة خاصة في حالة مستقرة. فيما استمرت محاولات التفاوض معه دون جدوى.
وفي لحظة مأساوية، أقدم بوعبيد على لفّ حبل حول عنقه، ثم ألقى بنفسه من أعلى الخزان، في مشهد وثّقته عدسات الصحفيين والمواطنين المتواجدين بعين المكان. وقد أكدت وفاته لاحقًا وسط حالة من الذهول والحزن الشديد في صفوف الساكنة.
الواقعة استنفرت السلطات المحلية والأمنية، حيث حضر والي جهة بني ملال خنيفرة ومسؤولون قضائيون إلى مكان الحادث، وتم فتح تحقيق مستعجل للوقوف على حيثيات ما جرى وتحديد المسؤوليات.
أثارت الواقعة ردود فعل متباينة بين متعاطف مع مطلب المعتصم، ومنتقد لطريقة تصعيده الخطيرة، خاصة بعد ما تعرّض له عنصر الوقاية المدنية من إصابة واحتجاز.